تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تجربة الوحدة

البقعة الساخنة
21/2/2008
علي نصر الله

في مثل هذه الأيام.. وقبل خمسين سنة خلت كانت اللجان البرلمانية والحكومية في سورية ومصر قد انتهت من وضع اللمسات الأخيرة على مشروع الوحدة الاندماجية بين البلدين, الفكرة التي أمست واقعاً مفعماً بالتأييد الشعبي وبالحماسة والأمل, فكانت ترجمة -لا تخلو من اندفاعة عاطفية- للفكر القومي والمشاعرالوطنية.

بعد خمسين عاماً على التجربة الرائدة مساراً واتجاهاً, والمحبطة نتاجاً لأسباب وعوامل متعددة لا مجال لذكرها الآن تبقى التحديات ذاتها وتبرز الموجبات نفسها التي دفعت الى فكرة الوحدة وفعلها.‏

فما أشبه اليوم بالأمس.. وما أسهل على المرء من أن يجري المقارنات والمقاربات, ولا أيسر عليه من رؤية الاسقاطات التي تكاد تتطابق رغم مرور العقود الخمسة الماضية على التجربة, فإذا كانت الوحدة برزت كتحد في مواجهة المشروع الصهيوني والتصدي للخطر الاسرائيلي, فإنه ما زال المشروع والخطر الذي يتهدد الأمة والمنطقة والعالم.‏

وإذا كانت فكرة الوحدة قد نشأت لتكون بمثابة الرد العملاني الرافض لسياسة الأحلاف والاستقطابات الاستعمارية بهدف إسقاط مشاريع التجزئة والتفتيت والتقسيم, فإن المشاريع إياها تطرح اليوم من دون مقدمات وبلا رتوش بل وبوقاحة أكثر (الشرق الأوسط الكبير أو الجديد).‏

وإذا كان فعل الوحدة وتجربتها الموءودة أتت تجسيداً للشعور القومي وإنعاشاً للذاكرة الوطنية, ورداً على كل محاولات التشويه والتزييف المتعمد لوقائع التاريخ وحقائق الجغرافيا فضلاً عن استهداف القيم والمفاهيم والمبادىء, فإننا نواجه اليوم ما هو أشد خطراً في هذا الاتجاه, ما يجعلنا أحوج ما نكون لا لإحياء الفكر القومي الوحدوي وإنما للتضامن العربي والعمل المشترك -وهو أضعف الإيمان-.‏

إن القوى الاستعمارية التي ابتدعت الكيان الصهيوني وأوجدته والتي سعت لتحقيق مصالحها لم تتبدل ولم تغير من مشاريعها ونمط استهدافها وتفكيرها وإن أتت في لبوس مختلف وتحت عناوين أخرى, وهوالأمر الذي يعطي الصراع أشكالاً مختلفة ومخادعة ظاهرياً فيما الجوهر والاستهداف الحقيقي واحد واضح لا جديد فيه سوى أن التربة والبيئة باتت أكثر ملاءمة لنمو المشاريع المعادية للأمة, وهو ما يضع بدوره العرب ونخبهم السياسية والفكرية مجدداً أمام تحديات من نوع آخر لا سبيل للنجاح فيها إلا بالتضامن والتوحد.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 21/02/2008 09:12

ببساطة شديدة كانت تلك الوحدة عاطفية, وحان الوقت لصنع وحدة بموضوعية.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12378
القراءات: 1658
القراءات: 1313
القراءات: 1478
القراءات: 1434
القراءات: 1254
القراءات: 1492
القراءات: 1362
القراءات: 1475
القراءات: 1563
القراءات: 1568
القراءات: 1635
القراءات: 1904
القراءات: 1279
القراءات: 1353
القراءات: 1297
القراءات: 1668
القراءات: 1482
القراءات: 1437
القراءات: 1519
القراءات: 1475
القراءات: 1500
القراءات: 1472
القراءات: 1784
القراءات: 1483
القراءات: 1360

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية