تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإعدام المعنوي والإعدام الجسدي

معاً على الطريق
21/2/2008
عبد النبي حجازي

يكذب ابنك الصغير فتتغاضى عنه, فيكرر الكذبة فتكرر التغاضي, فينزلق الى درجة ادنى: يلاقي عشر ليرات في الطريق فتتغاضى ,فيسرق خمسا وعشرين, وغمض عينا فتح عينا واذا به لص محترف, كتغاضيك عن جذوة دخان في زاوية من بيتك ما تلبث ان تغدو حريقا مدمرا .

اذا أخطأ الموظف- بحسب الانظمة - كأن يتأخر عن عمله يوجه اليه تنبيه شفوي فإذا تكرر الخطأ تنبيه خطي فإنذار خطي فعقوبة حسم 1% من الراتب لمدة شهر, ويتدرج الحسم حتى يصل الى حده الاقصى 5% لمدة ستة اشهر اضافة الى حسم يوم الغياب, فان لم يرتدع الموظف يحال الى الرقابة والتفتيش. اما الذي يجري لدى بعض الجهات فإن الموظف يترك حتى يصل الى الذروة وغالبا ما يكون هذا الوصول مستقى من تقرير دبّجه طامع بالحلول مكان- الموسوم بالخطأ - فينقض عليه المسؤول, يبتغي ان يأكله بلا ملح, ولا بأس ان نذكّر هاهنا بالآية الكريمة ( ياأيها الذين آمنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).‏

ويتغاضى مراقبو التموين عن ارتفاع الاسعار او فساد البضاعة ويتكرر التغاضي ويزداد الارتفاع والفساد وعندما يصل المخالف الى الذروة يغدو رأسه يانعا لا ينقذه الا دفع الاتاوة او السقوط .‏

ويتغاضى رجال الشرطة عن مخالفة السير الصغيرة, لا ينبهون اليها حتى تتعاظم كأن تقود سيارتك على اوتوستراد دمشق- حلب بسرعة 110 كم /ساعة فتتجاوزك حافلة بسرعة لا تقل عن 140 .وعلى اوتوستراد دمشق- درعا تبدو شاخصة ( الطريق مراقب بالرادار) مثل المزحة الفجة, وما تلبث ان تسمع بين يوم وآخر عن احداث سير خطيرة وخسائر بشرية ومادية هنا او هناك عندها يقبضون على المخالف إن بقي حيا .‏

ان قمع الاخطاء والمخالفات اذا جاء فجاً مغاليا ولد عند المخطئين والمخالفين نوعا من التحدي الطائش, في فجر الاسلام عندما كان الناس غارقين في الموبقات جاء في القرآن ( لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى) وبعد ان تهيؤوا جاء ( ان الخمر والميسر والازلام والانصاب رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه).‏

ألا يجب ان يكون الاب والمسؤول صغيرا كان أم كبيرا مربيا امتثالا الى طبيعة الحياة الانسانية?‏

هذا عن الاعدام المعنوي اما الاعدام الجسدي فقد عبر عنه (ألبير كامو) في كتابه (المقصلة) وقد كان من اوائل الصيحات التي تنادي بإلغاء حكم الاعدام في اوروبا وترى انه جريمة لا انسانية لا تقل عن الجريمة التي يرتكبها المجرم, ومن الامثلة التي ساقها كامو : يوضع المحكوم بالاعدام في زنزانة منفردة, وذات فجر يخلع السجانون احذيتهم ويمشون على رؤوس اصابعهم يداهمونه ويقبضون عليه ويسلمونه لاحدى وسائل الموت تماما كما يفعل القتلة والسطاة اذا داهموا بيتا آمنا.‏

anhijazi@aloola.sy‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2149
القراءات: 1087
القراءات: 1096
القراءات: 1085
القراءات: 1288
القراءات: 1112
القراءات: 1048
القراءات: 1333
القراءات: 1300
القراءات: 1153
القراءات: 1683
القراءات: 1209
القراءات: 1771
القراءات: 1252
القراءات: 1207
القراءات: 1309
القراءات: 1246
القراءات: 1329
القراءات: 1313
القراءات: 1323
القراءات: 1539
القراءات: 1697
القراءات: 1486
القراءات: 1403
القراءات: 1835

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية