لن ندخل في هذه التحليلات التي تبدأ بتحرير الأسعار وانفتاح الأسواق والتحول باتجاه اقتصاد السوق مروراً بتخفيض الفائدة في المصارف وتغيير الأنماط الاستهلاكية للمواطن انتهاءً بالأسباب العالمية كارتفاع سعر النفط وسعر صرف اليورو.
لكن المسألة الأهم هنا هي كيف ترى الحكومة ظاهرة ارتفاع الأسعار وكيف تعمل على معالجتها?!.
باعتقادي أن الحكومة ترى الطرف الأول من المعادلة وهو ارتفاع السعر ولا ترى الطرف الآخر وهو ضعف القوة الشرائية للمستهلكين, وحتى لا تظلم الحكومة الحالية بأن هذه الفجوة بين الدخل والقدرة الشرائية للمواطن وجدت الآن نقول: إن الفجوة موجودة قبلها ولكنها الآن تتسع ولا ندري إلى أين يتجه مداها, وفي معالجات الحكومة لهذا الارتفاع.. غير التدخل الإيجابي من قبل مؤسسات (الاقتصاد) الذي لا يلمس آثاره الكثيرون.. هناك الضبوط التموينية التي تعلن عنها وزارة الاقتصاد بأرقام كبيرة.
والحق أننا نستغرب من هذه المخالفات إذا كانت (الاقتصاد) أساساً لا تملك حق التدخل في أسعار السلع التي يعلن عنها الباعة باعتبار أن معظم السلع محررة كما ذكرنا وهنا يبرز السؤال:
إذا كانت أدوات ومؤسسات وزارة الاقتصاد الجديدة المنسجمة مع النظام الاقتصادي الجديد لم تكتمل بعد -كما يشير وزير الاقتصاد مراراً- فلماذا حررنا أسعار السلع باكراً.
بكل الأحوال الظاهرة موجودة الآن وقسوتها على المواطن باتت أكثر وضوحاً والفجوة آخذة بالاتساع والخطوة الأهم باعتقادي هي رفع القدرة الشرائية للمواطنين.