تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المعارضة المحاصصة

إضاءات
الأثنين 7-12-2015
د.خلف علي المفتاح

لا توجد سابقة في تاريخ الصراعات والنزاعات والعلاقات الدولية أن تقوم دول أو قوى بعينها بتسمية وتحديد معارضة في دولة ذات سيادة وتقول انها هي لا غيرها من يحق له تمثيل شعب أو جماعة أو تنظيم

فهذه سابقة خطيرة تشكل في المستقبل أن تكرست شكلاً جديداً من اشكال الاستعمار والهيمنة وتنسف فكرة أن الشعوب هي من تختار من يمثلها سياسياً وهي جوهر فكرة الديمقراطية ومضمونها الحقيقي.‏

إن الحديث عن انعقاد مؤتمر ما يسمى قوى المعارضة السورية في الرياض وتقديم لوائح باسماء الوفد الذي يفترض انه سيحاور وفد الحكومة السورية إعمالاً لتفاهمات فيينا مسألة تعري حقيقة ما تدعي أنها معارضة بدليل أن تحديد أسماء الوفد - وبحسب ما تتناقله وسائل الإعلام- هو عملية محاصصة تتوزعها الدول التي شاركت في العدوان على الشعب السوري وقامت بدعم العصابات الإرهابية المسلحة لتقوم بما قامت به من اجرام وقتل وتدمير بحق الشعب السوري وهذا باعتقادنا يدل على حقيقة أننا نواجه دولاً بعينها لا معارضة وطنية هي نتاج عملية ديمقراطية صحيحة وشفافة واليات اختيار متفق عليها في كل دول العالم التي تمارس اللعبة الديمقراطية .‏

والاكثر غرابة أن الامر لا يقف عند حدود تلك المسرحية الهزلية بل يتعداها الى أمر لا يقل خطورة عن ذلك ويتمثل في تكليف دولة بتحديد لوائح بالتنظيمات الإرهابية من غيرها ليتم اعتمادها أو استبعادها في إطار مقاربة لحل الازمة في سورية والمنطقة وكأن الإرهاب مسألة غامضة وغير محددة كسلوك اجرامي يعرف بنفسه من خلال ادواته وأهدافه لا شرعيته فالأعمال الإرهابية في العرف الدولي هي استخدام العنف بشكل غير شرعي بهدف تحقيق اغراض سياسية لان السلطة الشرعية يحق لها استخدام العنف بهدف تحقيق الامن والاستقرار في اقليمها حماية لمواطنيها وهذا مبدأ مستقر في القانون الدولي والفقه الدستوري منذ مئات السنين، وعدا ذلك فإن استخدام العنف بمواجهة سلطة شرعية فهوعمل إرهابي بالوصف القانوني ولوتم اسقاط هذا التعريف والتوصيف على أغلب ما يجري على الجغرافية السورية فإنه سيشمل معظم التنظيمات والعصابات التي تمارس كل اشكال الارهاب بحق السوريين .‏

إن محاولات تصنيع ما يسمى معارضة معتدلة مسألة مكشوفة ومحكوم عليها بالفشل لان الفعل الارهابي هوالذي يدل على الفاعل ويضفي عليه الصفة الارهابية بعيداً عن التسمية اوالتلاعب بالالفاظ فهذا لايغير في واقع الحال أو يخدع أحداً تحت كل الظروف من هنا يصبح الحديث عن معارضة معتدلة اومعارضة عسكرية أو معارضة مسلحة حديث لا يغني ولا يسمن من جوع ومضيعة للوقت ودفع باتجاه المزيد من الدوران في الفراغ وهوما يجب أن يدركه كل من يسبح في بركة الدم السورية وخاصة أولئك الذين يدعون الحرص على ايجاد حل سياسي للأزمة .‏

إن ما فات من عمر الحرب والعدوان على الشعب السوري كشف كل الاوراق وعرى كل من تلطى بعنوان بهدف التضليل والخداع أو غيرها فأصبح المشهد واضحاً كل الوضوح.‏

والاصطفاف حاصل وعلى مرأى ومسمع الجميع سواء على المستوى الداخلي أم الاقليمي والدولي من هنا تصبح مسألة التلاعب بالألفاظ والتسميات واصباغ الصفات مسألة غير ذي جدوى فلابد من تسمية الاشياء باسمائها والدخول في جوهر المسألة إن كان ثمة ارادة ورغبة حقيقية في حل سياسي للأزمة وهوباعتقادنا غير متوافر في الوقت الحاضر عند اطراف العدوان على الشعب السوري الذين ما زالوا يراهنون على الارهاب وتغيير في معادلة الميدان حيث يدرك الجميع أنها لا تصب راهنا في مصلحتهم من هنا تأتي عملية اطالة عمر الازمة بهدف الابتزاز والضغط ورفع فاتورة الدم لغرض تحقيق مكاسب سياسية اي أن يتحقق بالعملية السياسية ما عجزوا عن تحقيقه عبر الارهاب والقتل والحصار وهذا وهم وخيال لا يمكن أن يتحقق تحت كل الظروف والمعطيات طال الزمن اوقصر ومهما بلغت التضحيات فالدولة السورية حسمت خياراتها في هذا الاتجاه بعيداً عما توهم أو اعتقد اطراف العدوان ومستثمري الإرهاب .‏

khalaf.almuftah@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11426
القراءات: 1124
القراءات: 881
القراءات: 1036
القراءات: 904
القراءات: 969
القراءات: 989
القراءات: 944
القراءات: 1012
القراءات: 965
القراءات: 1028
القراءات: 941
القراءات: 968
القراءات: 1007
القراءات: 1059
القراءات: 1019
القراءات: 1125
القراءات: 1098
القراءات: 1017
القراءات: 1077
القراءات: 1025
القراءات: 1049
القراءات: 1078
القراءات: 1104
القراءات: 1366
القراءات: 1258

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية