تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الموازنة.. والثالوث المخيف

على الملأ
الجمعة 22-12-2017
علي محمود جديد

كانت الموازنة العامة للدولة لعام 2018 جريئة بكل ما للكلمة من معنى، وقتما جرى من خلالها إقرار صرف / 3187 / مليار ليرة سورية خلال العام القادم، لقاء أملٍ بإيرادات خلال العام القادم أيضاً تصل إلى هذا الحجم طبعاً،

وهي بالفعل تعكس إلى حدٍّ كبير قوة الاقتصاد السوري، الذي استطاع أن يصمد بصلابة على الرغم من كل محاولات التخريب والدمار التي فعلها الإرهاب على الأرض، فأثبتت سورية أنها تمتلك مُقدّراتٍ ومقوّمات عصية عليهم وعلى إرهابهم، ومتجاوزةً لمحاولات الدول العدوانية، وقراراتها التي اتخذتها فعلاً بفرض حصارٍ جائر وتوجيه عقوبات اقتصادية ظالمة ضدّ هذا البلد الصابر والصامد، الذي فقأ عيون الأعداء، وأحبط أمنياتهم بالتخلّي عن مبادئه وسيادته واستقلال قراراته الوطنية.‏

واقتصادنا الوطني الذي بدا منتفضاً من تحت الرماد والركام، واستطاع أن يتابع سيره نحو أهدافٍ رائعة مثيرة للتفاؤل، بل ومدهشة، ولاسيما تلك القدرة الفائقة بالوصول إلى أسواق نحو 90 دولة، صارت تستقبل منتجاتنا الزراعية والصناعية، ويجري التصدير إليها على قدمٍ وساق، وكان أغلبها - ولا يزال - من الدول التي تحاصرنا وتعاقبنا كشعبٍ التفّ بقناعته حول وطنه وقيادته، هذا الاقتصاد حريّ بنا أن نبحث دائماً عن المكامن التي من شأنها تعزيز قوته وزيادة صلابته، وهذا ما يجري إلى حدّ معيّن، فما يزال عندنا الكثير من الإمكانيات القابلة للاستثمار، والكثير من المُقدّرات المهدورة، والأخرى التي تحتاج إلى إعادة صياغة لاستثمارها وصولاً إلى أفضل النتائج، كالفوسفات والرخام والغابات والنباتات الطبية والبحر أيضاً، كلها قابلة للاستثمار بشكلٍ أفضل، وبالتوازي مع ذلك فإن الدائرة تكتمل بقطع الطريق أمام كل العقبات التي يمكن أن تُضعفه يوماً، وتعرقل من نهوضه ونموّه، ولعلّ أبرز هذه العقبات، ذلك الثالوث المخيف ( الفساد - والفقر - والبطالة ) فالفساد يحاول دائماً النيل من هذه الموازنة، وإضعاف فاعليتها ونهبها وتبديدها، والفقر يكون عبئاً عليها، إذ نلاحظ أن موازنة 2018 تُقرّ بأن الدّعم الاجتماعي وكافة أصناف الدعم قد خُصّصَ لها مبالغ ضخمة تصل إلى / 1358,35 / مليار ليرة سورية، ولولا الفقر ومحاولة تداركه لما وضعت الموازنة بحسبانها هذه التكاليف كلها، أما البطالة فهي من أخطر أمراض المجتمع التي تنعكس على الاقتصاد أيضاً، لأن العاطل عن العمل يبقى مستهلكاً من دون إنتاج، كما أنّ شبح البطالة الذي يخيّم على الشباب، يعني أنّ الدولة تخسر كل ما يمكن أن يُقدّموه وينجزوه، فهم طاقة بشرية هائلة، عضلية وفكرية، وعدم خلق استثمارات منتجة لاستيعابهم يُشكّل بالنهاية خطراً حقيقياً .. وفوات مكاسب، ونعتقد أن الحجم الكبير للموازنة العامة للدولة كفيلٌ بخلق الكثير من فرص العمل لهم التي ما تزال ضائعة ومهدورة، وتُضيّع معها كوادر من ذهب..!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي جديد
علي جديد

القراءات: 11504
القراءات: 875
القراءات: 849
القراءات: 860
القراءات: 915
القراءات: 896
القراءات: 884
القراءات: 885
القراءات: 925
القراءات: 944
القراءات: 862
القراءات: 940
القراءات: 949
القراءات: 927
القراءات: 1056
القراءات: 983
القراءات: 960
القراءات: 1028
القراءات: 966
القراءات: 1039
القراءات: 940
القراءات: 1016
القراءات: 1037
القراءات: 1038
القراءات: 1098
القراءات: 1088

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية