| سياسة الأفخاخ والأيدي الغبية قضاياالثورة يدور في المنطقة, يعرفونه ولايعرفه العالم مثلهم, وانهم لن يتهاونوا ازاء ذلك الذي يدور, ولن يتوقفوا عن نشر رسائلهم الانسانية في الحرية والديمقراطية هنا وهناك . وتزداد حيرتهم وتتفاقم, كلما اجهضت واحدة من دعاواهم واتهاماتهم, وكلما اكتشفوا ان الكثيرين في العالم لايصدقونهم, بل يمالئونهم فحسب, اي يخافونهم ويسترضون خاطرهم, فيتقلبوا على جبهات الاتهام والادعاء, مرة بحجة مايشمونه من رائحة برنامج لتطوير السلاح, اي سلاح, وقد دمروا العراق على خلفية تلك الرائحة, ومرة بحجة ما يسندونه لأنفسهم من حقوق دفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان, وقد دمروا افغانستان تحت لافتة تلك الحقوق, ومرة ثالثة بحجة ثالثة ورابعة, وهكذا.. يمكن للسياسة ان توفر المشروعية للقوة, لكن العكس غير صحيح, وقد اثبت الدرس الأميركي في العراق ذلك بوضوح, وباعترافات القادة الأميركيين من رامسفيلد الى ابي زيد باتصالاتهم بالجماعات المقاومة هناك, والتي تنطوي على حقيقة ان القوة الجبارة عجزت عن توفير المشروعية للسياسة الاميركية, وعن اقناع العراقيين بأن الاحتلال والقمع والتدمير الممنهج لبلادهم هو طريقهم الى الحرية وحقوق الانسان . وقد يكون انتقال الرئيس بوش في خطابه السياسي من الدفاع عن الاحتلال الى العناد في رفض تحديد برنامج زمني للانسحاب, هو اوضح افكار ذلك الدرس, وقد يكون ارتفاع نسبة الأميركيين المطالبين بالانسحاب من العراق الى 69 في المئة, هو ابلغ قياس ديمقراطي لما تذهب اليه سياسة اميركا في العراق والعالم . حيرة الاميركيين في العراق اليوم لاتعادلها حيرتهم في نبش الاتهامات ضده, ومن تحت اظافرهم, تمهيدا لاعلان الحرب عليه, تلك الاتهامات التي تقلبت كثيرا ثم زالت عندما حان وقت تسديد الفواتير, وهاهم يسددونها? لاشأن لسورية بما يحار به الأميركيون في العراق اليوم, كما لا شأن لها بما حاروا به من اتهامات ضده من قبل, الشأن كله لمن نصب الافخاخ ثم دس يديه بين اظافرها !!
|
|