وأكدها الكاتب الأميركي فرانكلين لامب قبل شهور عدة,تكشف أبعاد المخطط الأميركي المعد للبنان كجزء من مشروع السيطرة الأميركية الشاملة على المنطقة,بقدر ما تكشف خفايا التدخل السافر الذي مارسته إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش في هذا البلد واتخذ طابع دعم الفريق الحاكم وصولا الى الانقسام السياسي الحاد وتهيئة الأوضاع لتنفيذ هذا المخطط الخطير..!
وعلى الجانب اللبناني يكشف المخطط نفسه عن سر استقواء فريق السلطة الحاكم بالولايات المتحدة والثمن الذي يترتب عليه تسديده لقاء إبقائه في السلطة,فهذا الثمن سياسي صرف ويقوم أساسا على تسهيل تنفيذ المخطط عبر الموافقة السرية على إقامة القواعد العسكرية تحت ستار التعاون الأمني والعسكري,وعبر العمل المشترك على تغيير العقيدة الوطنية للجيش اللبناني من أجل تحويله من جيش يتصدى للأخطار المهددة للوطن والأمة ويدافع عن وحدة لبنان ودوره القومي في مواجهة التهديد الاسرائيلي الدائم,الى جيش محايد في الصراع العربي الاسرائيلي إن لم نقل موظفا في خدمة الأمن الاسرائيلي ومشاريع السيطرة الأميركية على المنطقة.
وفي إطار هذه العلاقة التبادلية بين دور فريق السلطة والدعم المشروط بأداء هذا الدور في خدمة المخطط الأميركي ,يمكن فهم دوافع تهرب فريق السلطة من الاستجابة للدعوات التي وجهتها قوى المعارضة الوطنية دون توقف من أجل إنجاز التوافق اللبناني على كل القضايا الخلافية كمخرج وحيد للبنان من أزمته الراهنة وتداعياتها الخطيرة.
وفق هذا المخطط يراد للبنان أن يكون حلقة أساسية في استراتيجية التطويق العسكري الأميركي للمنطقة,وأداة ضغط رئيسية على قوى المقاومة والممانعة من أجل إحياء المشروع الصهيو -أميركي بعد أن سقط في العراق وانهزم في حرب تموز/2006
ولئلا يتمكن هذا المخطط من تحقيق أهدافه الخطيرة في لبنان,يتعين على القوى الوطنية والقومية في الساحتين اللبنانية والعربية التحرك لفضحه وتنسيق الجهود لاسقاطه ضمانا لعروبة لبنان وجيشه ودفاعا عن الوجود العربي.