المسعى الأوروبي الذي ينطلق - حسب الوزراء الأوروبيين - من الرغبة بتشجيع الحوار وتقديم المساعدة في البحث عن اتفاق لبناني وطني, وليس من الرغبة في التدخل بالحياة السياسية اللبنانية , استبقه قادة فريق 14 شباط ووسائل إعلامه بالتهديد بخراب لبنان مالم يكن الرئيس المقبل من فريقهم, وبالقول: انه كلما ازدادت المبادرات وكثر عدد الطباخين والموفدين والمبعوثين ازدادت المخاوف وتضاعفت الشكوك.
وباستباق الفريق الشباطي المهمة الأوروبية وتعقيبه عليها بمثل هذه المقولات إنما يراد منه إجهاض المسعى والحكم عليه بالفشل كما أفشل المهمات والمبادرات السابقة التي كان آخرها مبادرة وزير الخارجية التركي وما سبقها من مبادرات اشتغلت عليها جامعة الدول العربية ومبعوث الرئيس السوداني ووزير الخارجية الفرنسي.
وللتذكير فإن التصعيد والاكثار من هذه التصريحات الشباطية لايترافق إلا مع اطلاق كل مبادرة عربية أو أوروبية أو اقليمية دون الاميركية, بل ويتم اطلاق حملات سياسية واعلامية مركزة ومكثفة لمهاجمة هذه المبادرات واعتبارها تدخلاً في الشؤون اللبنانية, بينما يجري التصفيق والترويج لتدخل ادارة بوش ومجلس الشيوخ الأميركي.!!
وبرفض المسعى الأوروبي يكون من الواضح جداً أن هذا الفريق بات جزءاً من الأجندة الاميركية ومخططاتها في المنطقة, ويكون من الواضح أيضاً أنه وضع كل خياراته في السلة الأميركية-الاسرائيلية وبات غير مستعد لرؤية أي حلول ممكنة إلا من خلال الرهانات الواهمة التي أسسها وبناها على مخططات الشرق الأوسط الجديد وحروب بوش والفوضى البناءة, حتى لو أدى ذلك إلى تهديد مستقبل لبنان ووضعه في مهب الريح!!