فالعراقيون يتحدثون عن شهر حزيران عام 2009 لخروج القوات الاميركية من المدن العراقية وأواخر عام 2011 لخروج هذه القوات من العراق وفي المقابل فإن تصريحات المسؤولين الاميركيين تخلو من تحديد اي موعد للانسحاب بل ان الناطق باسم البيت الابيض أشار الى عدم وجود موعد لرحيل القوات الاميركية في الاتفاق الامني وهذا يؤكد ان ادارة بوش تسعى لتوقيع اتفاق مبهم مع العراقيين والتنصل من اي التزام زمني حول جدولة الانسحاب وتحقيق اهداف جريمة غزو العراق والمتمثلة باحتلال طويل الامد واستغلال خيرات العراق الوطنية وتجريده من القدرة على تحديد خياراته السياسية وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي.
ان ماصرح به رئيس الوفد المفاوض العراقي من وجود بند ينص على انسحاب القوات الاميركية من العراق أواخر عام 2011 وامكانية تمديد الموعد حسب الاوضاع الامنية كفيل ببقاء قوات الاحتلال الى اجل غير مسمى ولاسيما ان هذه القوات التي يتجاوز تعدادها 140 ألف جندي وتمتلك أحدث المعدات العسكرية المتطورة بالاضافة الى تغلغل الموساد في العراق, قادرة على تفجير الاوضاع الامنية في الوقت المناسب لها لتكون ذريعة لبقائها .
ان الولايات المتحدة الاميركية التي غزت العراق تحت ذرائع وحجج واهية وخرقت كل القوانين والشرائع الدولية التي تحرم انتهاك سيادة الدول واحتلالها تصر الان على توقيع اتفاق مشبوه لشرعنة احتلالها وتحقيق مصالحها على حساب مصالح العراقيين وهذا يتطلب من كافة أطياف الشعب العراقي التنبه لمخاطر هذا الاتفاق الذي من شأنه النيل من سيادة ووحدة العراق أرضاً وشعباً.