الرد على هذه الافتراءات هو بالكتاب المجاني الذي يوزع مع الصحف, هناك سلسلة الكتاب الشهري مع جريدة البعث وكتاب في جريدة مع »تشرين« وكتاب الجيب الشهري من اتحاد الكتاب .. وهناك كتب شبه مجانية ككتاب آفاق ثقافية بالاضافة إلى معظم مطبوعات وزارة الثقافة زهيدة الثمن..إلا ان معظم هذه الكتب لا تصل إلى القارئ بدليل تكدس مئات النسخ في المستودعات ..إذا المشكلة هي في مكان آخر.
يبدو لي أن الترويج الذي يناله الكتاب معدوم..ومن ينتج كتابا لا يضع في آلية انتاجه التسويق بوصفه سلعة تبحث عن زبون..إنما دائما ينظر إلى الكتاب على أنه سلعة (ضرورية) على الزبون أن يبذل الغالي والرخيص للحصول عليها!..وهذا وهم..
خبراء التسويق يقولون لقد مضى الزمن الذي كان فيه الزبون يبحث عن السلعة وبتنا في زمن على السلعة أن تبحث عن الزبون وتذهب إليه حيث ما كان, لا بل وعلى السلعة أن تدلل الزبون وتخلق لديه الحاجة للسلعة بأي وسيلة كانت.
يبدو ان النظر إلى الكتاب على أنه مادة ثقافية نزيهة ومترفعة عن تفاهات السوق والسلع مازال مسيطرا على علاقة منتجي الكتب بمستهليكها في الوطن العربي. وإليكم تجربة أوربية وفدت إلى سورية قبل سنوات وهي مؤسسات تسويق الكتب الأجنبية ومن ثم العربية, وهي بأسعار تعادل ثلاثة أضعاف السعر الموجود في المكتبات إلا أن عملية التسويق تقوم على إرسال شباب وشابات إلى منازل الزبائن الذين يتوصلون إليهم من خلال دليل الهاتف وإقناع الزبون بالسلعة وشرح أهميتها وتفاصيل عنها..مع تسهيلات بالدفع كالتقسيط على أشهر..وقد تنامت هذه الشركات حتى أصبح العديد من العاملين فيها يملكون شركات خاصة بهم ما يعني أن العملية مجدية.
الغريب أن مؤسساتنا الثقافية لم تدرس هذه الطريقة للإفادة منها في إفراغ مستودعاتها التي تغذي فيها الكتب القوارض أكثر ما تطور وعي القراء.