تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البريد الأميركي المعطل

البقعة الساخنة
الأربعاء 27/8/2008
خالد الاشهب

بعدما أنجز الاحتلال الأميركي للعراق إقامة «صروح» الديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق بدليل العنف المتواصل الذي يحصد حياة المئات من العراقيين يوميا, وبدليل الحالة الأمنية المتردية, وبعدما أنجز هذا الاحتلال تخليص العراق من أسلحة الدمار الشامل ومن كل سلاح آخر سواه,

بدليل الترسانات والعبوات الناسفة التي تنفجر يوميا في الشوارع والساحات العراقية .. بعد كل هذا وذاك يصرُّ الاحتلال على البقاء في العراق ليستكمل مهمته «الإنسانية الحضارية» كاملة, ففي الوقت الذي تعلن فيه الحكومة العراقية توصل المفاوضين الأميركيين والعراقيين إلى اتفاق أمني, ينصُّ على انسحاب الاحتلال نهاية العام 2011, تنفي واشنطن الاتفاق وماينصُّ عليه جملة وتفصيلا, ومن الواضح أن المشكلة ليست في إنجاز الاتفاق أو عدمه, بل في البريد الذي لايوصل الرسائل جيداً أو الذي لايستقبلها جيداً!!‏

ومع أن موعد ال 2011 ليس وشيكاً لتحرير العراق , و«إراحة» المحتل الأميركي من همه , ومع أنه كاف للانقلاب عليه وتمديده والبقاء في العراق بعده, إلا أن الأميركيين يصرون على نفيه, وعلى نفي أي فكرة أو موعد للانسحاب ولو كان بعيداً.‏

فحوى الرسالة العراقية يقول: إن العراق يرفض الاحتلال تحت أي ذريعة, وخاصة بعدما هوت ذرائع أسلحة الدمار الشامل ومثلها ذرائع الديمقرطية وتحرير الإنسان العراقي, وفحوى الرد الاميركي على الرسالة العراقية يقول: إن الاحتلال في العراق باق ولن يغادر بالمفاوضات أو الاتفاقات أو جدولة الانسحابات, حتى ولو سقطت الذرائع وارتفعت الوقائع, فثمة بحر من النفط تحت أرض العراق لن يجف في العام 2011, وثمة من يحتاج هذا البحر ويستعد لتكرار أو ارتكاب أي جريمة جديدة من أجله ومادام النفط والاستراتيجيا السياسية والعسكرية هما سبب وجود الاحتلال, فلماذا التعويل على الاتفاقات الأمنية التي لايهدف الاحتلال منها إلى انسحاب أو جدولة انسحاب, بمقدار مايهدف إلى تقنين وجوده أو إعادة تموضعه, أو حتى زيادة فاعلياته وركائزه?, ولماذا إيهام العراقيين أن ثمة ماهو مهم وحاسم ومصيري في صيغة الاتفاق الأمني, سواء نص على انسحاب أم جدولة انسحاب أم مواعيد لهذا وذاك ?‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3121
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية