تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حصاد الإمكانات

الافتتاحية
الأربعاء 27/8/2008
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

لست بصدد تقييم طارئ لحالة راهنة.. المسألة تراكمية ناتجة عن آلية عمل مستمرة منذ عشرات السنين, تطرح منتوجها على شكل تساؤل يقول:

هل تفتقد سورية الكفاءات الإدارية القيادية القادرة على إخراجها من واقعها الإداري ?!‏

ماذا في هذا الواقع..?!‏

أقل ما يقال فيه إنه يتعارض مع حالة توازن ضرورية بين العمل الداخلي والعمل الخارجي.. أو بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية... ودور الوضع الداخلي, أو السياسة الداخلية المتأثرة بشكل كلي تقريباً بالأداء الإداري في خلق حالة التوازن ضروري جداً.. ليس فقط لأن هذا بدهي, طالما هو توازن.. بل لأن تنمية وتطوير طرفيها كثيراً ما يقوده البناء الداخلي.‏

التألق في البناء الخارجي أو السياسة الخارجية لا يغني عن بناء داخلي أو سياسة داخلية توازيه وتدفعه وتسبقه أحياناً..‏

حالة التعثر الإداري القائمة اليوم ناجمة عن تراكم موروث, والصورة الجلية تبدو واضحة من الخلل القائم بين النصوص التشريعية وغير التشريعية كدراسات وحلول مقترحة التي تصدر للتغيير وإحداث إضافات هامة.. ثم تعجز بهذه النسبة أو تلك أو كلياً.. بحكم مجموعة من العوامل في مقدمتها نقص الكفاءة, الذي يعتبر مقدمة أولى لأمراض اجتماعية واقتصادية كثيرة منها الفساد.‏

والسؤال:‏

هل نقص الكفاءات الإدارية القيادية حالة بنيوية في المجتمع السوري..?!‏

أم هي وليدة آلية عمل في المؤسسة السورية, تبعد الكفاءات وتقرّب الضعيف منها..?!‏

من ناحية القرار الرسمي دائماً أظهرت القيادة رغبة في البحث عن الكفاءات واستقدامها والتعامل معها في مواقع قيادية... لكن.. آلية العمل في المؤسسة السورية تؤدي إلى:‏

1- ابتعاد هذه الكفاءات وغيابها.‏

2- اعتماد أسس غير علمية في البحث عنها واستقدامها.. لأن القضية ليست قضية وزير أو مدير.. بل هي عامة وعلى مختلف المستويات, حتى في القطاع الخاص هناك افتقاد كبير جداً.. ربما أكبر منه في القطاع العام, للكفاءات الإدارية, لأن المؤسسة السورية تخضع بشقيها العام والخاص لآلية تبعد الكفاءات..‏

لا أحد في العالم كله يستطيع أن يقول إن الكفاءات القيادية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية لا تتوافر لدى السوريين? أبداً هذا غير صحيح.. والسوريون يملؤون العالم بكفاءات ممتازة وأحياناً متميزة.. لكن.. الفقر بالكفاءة قائم فعلاً بين السوريين الذين تفرزهم آلية عمل المؤسسة السورية إلى المواقع القيادية.‏

وبالتالي:‏

نحن بأمس الحاجة إلى ما يمكن أن أسميه آلية حصاد الكفاءات السورية والرأي العلمي السوري..‏

أعني ليس بالضرورة أن تكون الكفاءة في موقع القيادة وإصدار القرار كي تظهر إبداعها.. بل يمكن أن تكون في المواقع الأدنى.. وفي مواقع الاستشارة..‏

والمستشار يجب أن يستشار... ولا بد أن يستشار.. وإن لم يكن موجوداً فيجب أن يحضر كي يستشار.. أكان شخصاً طبيعياً صاحب خبرة أو تجربة أو علم... أم كان مركزاً بحثياً علمياً.. وما أندرها عندنا, وما أكثرها في الدول المتقدمة, وماأعظم أثرها في القرار .. وهي مناسبة لنسأل إلى أين وصل مركز دعم اتخاذ القرار?!‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 27/08/2008 01:38

في السياسة الداخلية تحديدا لدي كمواطن الكثير والكثير ممااختلف فيه مع النخب النافذة والقائمة على شؤون بلدي,وكما يقول الكاتب نحن كسوريون لانعدم الكفاءة ولاالقدرة ولاالمهنية ولاالإحتراف, لكن سياستنا الداخلية بوجهين متناقضين تماما: وجه نظري فيه الأمور عال العال , حيث التنظير والتنظير وبعدهما التنظير,ووجه واقعي يعتمد المحسوبية ويطرد الكفاءة, وفيه الأمور أسوأ من الحد الأدنى من السوء.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية