وتنظيمات أبناء الشعب السوري مع التفريق والتمييز بينهم من جانب، وبين المجموعات التخريبية والجماعات الإرهابية التي تعتمد القتل والتخريب أسلوباً في عملها داخل سورية، واعتماد الفتنة والفرقة شعاراً لها في جميع نشاطاتها الهدامة.
لقد كان مؤتمر قمة عدم الانحياز في دورته السادسة عشرة محطة مفصلية مهمة في تحديد مسارات الاتجاه الدولي في التعاطي مع الأزمة داخل سورية إثر السيطرة الواضحة لواشنطن على القرار الدولي داخل هيئات ومنظمات ووكالات ومجالس الأمم المتحدة باستثناء مجلس الأمن الذي حافظ الروس والصينيون على توازن القرار داخله..
واليوم تزداد دعوات أطراف معارضة للحوار رافضة التدخل الخارجي وداعية إلى وقف العنف والاقتتال الداخلي والمشروع في حوار وطني شامل عبر مؤتمر وطني يهدف إلى إخراج سورية من أزمتها، ويحدد آليات إعادة بنائها الداخلي وطبيعة علاقاتها الخارجية.
وعلى الرغم من التأخير الطويل في قبول هذه التنظيمات للحوار مع الحكومة إلا أنها تأتي في ظروف غدت التهديدات الخارجية لاتخفي نفسها في استهداف سورية الوطن والبنية والكيان والمجتمع بكل تنوعاته، تلك التنوعات التي شكلت أنموذجاً معادياً للأنموذج الصهيوني في طرح يهودية الدولة على امتداد الصراع العربي الصهيوني الأمر الذي يفسر في العمق ضخامة الحملة والاستهداف للقضاء عليه..
وعلى الرغم من التأخر في استجابة تلك الأطراف المعارضة للقبول بالحوار إلا أن بشاعة التدخلات الخارجية وفظاعة الممارسات الإرهابية دفعت حكومات العواصم الفاعلة لدعم مشروع الحوار بصورة أكبر، وهذا ماتتابعه كل من موسكو وطهران وما تقومان به من مساع لجمع تلك الأطراف حول طاولة حوار مستديرة يتم طرح كل المشكلات والتصورات حولها..
وما التحولات الواضحة في مواقف تلك الأطراف إلا مؤشر يدعم نجاحها.