، بل أيضاً انشغلت إلى الحد الاقصى في تزييف الحقيقة،ومارست تضليلها وكذبها وأخيراً يتحفنا داوود اوغلو بأوهامه عن دورها «القيادي» وأحلام العثمانية الجديدة.
لاشك أن حكومة أردوغان حين غاصت في المستنقع إلى هذا الحد، لم تعد تستطيع قراءة الواقع، وباتت ترى الصورة فقط كما توردها أطراف الهيمنة الدولية بعد أن ارتضت انقرة أن تكون جزءاً من السيناريو الذي أعدته للمنطقة!
على هذه القاعدة مارست تركيا دوراً عدائياً لم يتردد الكثير من الأطراف الاقليمية في الاشارة إليه، والتحذير من مخاطره، وعلى القاعدة ذاتها بدأت الأصوات الداخلية في تركيا تعلو محذرة من المستنقع الذي تغرق فيه حكومة أردوغان وتجر تركيا إليه.
عند هذا الحد، ينفلت الدور التركي من عقاله ويتحول في سجاله السياسي إلى ظاهرة خطيرة، لم تكتفِ ببعدها الصوتي وإنما وفرت مرتكزات لدعم التسليح والاستنجاد بالأطلسي كبدائل لفشل تأثيرها الصوتي ذاك، وهو مايهدد المنطقة بعواقب كارثية لايمكن تجاهلها!!
وفي غمرة انفلاته، نسي هذا الدور الارتدادات، وأخطأ في رسم المعادلات الجديدة، وغالط الحقائق، محاولاً الهروب من أزمة إفلاسه والانتقادات الحادة الموجهة إليه، باتجاه التصعيد السياسي في المواقف تجاه سورية، وبالتوازي كان تسخين على الأرض مارسه المسلحون الذين تستضيفهم حكومة أردوغان، مع طروحات وأفكار تميط اللثام عن خفايا وخبايا الدور التركي ليس في الأزمة في سورية فحسب، بل في المنطقة ككل، وليس حصراً بجواره، بل أيضاً في امتدادات تجاوزت البعد الإقليمي!
كثيراً ما أُخذ على الموقف السوري صبره الطويل والنأي بالذات عن الدخول في مهاترات مع عدائية مواقف حكومة أردوغان، وتعامله بصمت مع كثير من التجاوزات السياسية والتطاول غير المسموح به، بل وصلت إلى حد المهادنة مع مواقف لم تكن تحتمل المهادنة برأي البعض؟!
كان الاعتقاد، أن حكومة أردوغان بعد أن تفشت كظاهرة صوتية عاجزة ستكتفي بذلك الصراخ والضجيج المفتعل، وأنها ستعيد حساباتها وتقوّم ممارساتها.. وأن تعدل من معادلاتها.. لكن نراها بالعكس تنزلق.
المؤكد، أن حكومة أردوغان في انزلاقاتها الماضية، لم تتوقف عند حد.. والمؤكد أنها استغلت ذلك كي توسع من مساحة الانزلاق تلك.. والأخطر أنها، بدل البحث عن مخرج للورطة، نراها تغرق وتريد أن تُغرق المنطقة معها!.
لكن، لابد من الوضوح أن ما مارسته تركيا في الماضي وما تمارسه اليوم، لن يمر.. وأن مسؤوليتها لن تذهب بحكم تقادم الزمن.. ودعمها للمسلحين وحمايتهم وتسليحهم، يعرفها السوريون ويوثّقون تفاصيلها.. ولديهم أوراقهم الكثيرة.. ونجزم أن عقلاء تركيا، يدركون ذلك أيضاً، ولابد من دور وموقف وتحرك، يوازي خطورة ما تُقدم عليه حكومة أردوغان كي لاتنزلق الأمور أبعد من ذلك.
فما يربط سورية وتركيا أهم من مصالح ضيقة لحكومة ارتضت أن تكون جزءاً من مشروع الآخرين الطامعين في منطقتنا, ومايربط الشعبين لايمكن أن تختصره حكومة تورمت فيها أحلام الأطماع والتاريخ البغيض؟!!.
a-k-67@maktoob.com