واتهمت كل من سمعها وشاهدها بالغباء والقصور العقلي, لأنه لم يعرف بعد ماتعرفه هي عن حقائق الصراع العربي الاسرائيلي بقولها : إن اسرائيل ليست طرفاً في الصراع, وإن هذا الصراع هو بين المتشددين والمعتدلين, لكنها, لم تقل من الذي يحتل الارض العربية في فلسطين والجولان ولبنان, ولم تقل من الذي قتل مئات الآلاف من العرب وشرد الملايين منهم خلال الأعوام الستين الماضية , ومن الذي يرتكب المجازر يومياً !!
اكتشافات ليفني لم تتوقف عند هذا الحد, فقد وصفت أسر ثلاثة جنود اسرائيليين فقط لدى المقاومة العربية, بأنه مس خطير بالديمقراطية, لكنها, لم توصف اعتقال أكثر من أحد عشر ألفاً من الفلسطينيين, ثلاثون في المئة منهم من الأطفال والنساء, في السجون الإسرائيلية بأنه مس بتلك الديمقراطية التي تتحدث عنها, اللهم إلا إذا كانت قد اخترعت توصيفا آخر جديداً للديمقراطية نسيت الإعلان عنه ?
من حق الوزيرة الإسرائيلية أن تكذب ماتشاء, وأن تزور وتهلوس وأن تخلط طيناً بعجين, بل أن تخترع وتعيد اكتشاف الأشياء على طريقتها, فهذا شأنها وشأن كيانها مذ وطأ أول مستوطن أرض فلسطين قبل قرن من الزمن لكن, ليس من حق أي عربي على وجه الارض أن يستمع صامتاً إلى تحريفات الوزيرة الإسرائيلية ويسكت عنها وأن يتذرع بالحوار وحرية الرأي في ماتلقاه من الوزيرة الاسرائيلية من إهانات الاستغباء والاستهانة ونسف البديهيات والحط من قدراته العقلية في التمييز والإدراك, فحرية الرأي, وعندما تصل الى هذا الحد من تغييب الآخر وإلغائه والضحك على لحيته, لاتعود حرية رأي, بل عدوان جديد معلن, يستهدف هذه المرة العقل العربي بعدما استمرأ استهداف الأرض والبشر والحقوق.