تأتينا ذكرى الجلاء هذا العام في ظل تصاعد مستمر للارهاب الصهيوني على شعبنا في فلسطين من جهة,والعراق الشقيق يعاني القتل والدمار نتيجة احتلاله من جهة اخرى.
تأتينا الذكرى وجولاننا الحبيب ينتظر العودة الى الوطن الام سورية, هذه العودة التي باتت قريبة لأن من صنعوا ملحمة الجلاء صمموا ألاّ يظل أي شبر من ارضنا يحتله غاصب..
إننا اليوم وفي الذكرى ال(62) لجلاء المستعمر عن ارض الوطن نستحضر الدروس والعبر من ملحمة الجلاء, هذه الملحمة كانت نتيجة نضال طويل خاضه شعبنا ببسالة وشجاعة,مقدما قوافل الشهداء,ودماءهم الزكية طريقاً الى النصر والتحرير, فصنع اروع صور التضحية و الفداء في كل زاوية ومكان من ارض سورية, في جبل الزاوية ,والجبال الساحلية, وفي وادي العاصي والغوطتين.. في حوران والقلمون.. وفي دير الزور وجبل العرب والقنيطرة.. ودمشق وحماه وادلب والجزيرة حيث بدأت مقاومة شعبنا للمحتل الفرنسي منذ اللحظة الاولى التي وطأت اقدامه أرضنا الحبيبة وكان النصر الكبير على هذا المحتل الذي توجه ابطال الجلاء في السابع عشر من نيسان قبل اثنين وستين عاماً.
إن ذكرى الجلاء التي تصادف يوم غدٍ تدفعنا للتأكيد على اننا نسير بهدي المناسبة العظيمة, لان بلدنا تحمل امانة الرسالة لقومية.. تدافع عن الحقوق العربية , فهي- اي سورية- قاتلت في حرب تشرين كما ينبغي ان يكون القتال وفاوضت على اساس الثوابت الشرعية الدولية اساسها الارض مقابل السلام, لكن العدو الصهيوني يريد الاثنين معاً,وحلمه هذا لن يتحقق مهما كانت التضحيات,لان روح الجلاء الذي تحقق بفضل تضحيات الشهداء صانعي الجلاء, هذه الروح تعيش فينا, هذه الروح تغذيها عزيمة السيد الرئيس بشار الأسد الذي اكد ويؤكد على ان طريق المقاومة هو الطريق الوحيد الذي يعيد الارض والحقوق لاصحابها وان روح الجلاء ستظل ماثلة فينا حتى تحقيق النصر على الاعداء..