يعود اليوم لممارسة اللعب والخديعة في مسألة الواقع الإنساني للمواطنين وحرصه على حياتهم وواقعهم، فهو وفي ظل رعايته لتنظيم النصرة الإرهابي وغيره من المجموعات المسلحة الإرهابية يسعى لتغطية خساراته في إدلب وحماة خلال الأسابيع الأخيرة من خلال العودة لبدايات العدوان على سورية والدخول في لعبة التظاهرات والاحتجاجات من جديد علَّ ذلك يؤدي إلى تحرك دولي معادٍ لسورية يؤثر في سير العملية العسكرية المقدسة للجيش العربي السوري الباسل.
والمؤكد أنه بعد أكثر من ثماني سنوات من العدوان والتآمر على سورية من جانب قوى البغي والعدوان بعامة ومن قبل إدارة أردوغان بخاصة فإن مخططات الأخير لم تؤدِ أبداً إلى تحقيق تلك الأهداف العدوانية، لذلك نراه ينتقل من لعبة إلى أخرى، ومن خطة عدوانية لغيرها مستغلاً التناقضات الدولية والإقليمية المستجدة، وقافزاً من موقع لآخر وفق التطورات وما يحكمها من مصالح آنية.
منذ بدأ الحديث عن محاولة انقلابية واتهام فتح الله غولن بالوقوف خلفها، وتوجيه اتهامات للولايات المتحدة الأميركية بممالأة غولن ورفض تسليمه لتركيا، بدأت نذر خلافات ما بين أنقرة وواشنطن واصل أردوغان لعبته المفضلة في القفز على حبال كل من واشنطن وموسكو مستفيداً من التخبط الأميركي في التراجع عن معاهدات دولية مع روسيا وخاصة اتفاقية خفض الصواريخ متوسط المدى، فهو يسعى للمضي في لعبة القط والفأر علَّه يحقق مكاسب تتماشى مع طموحاته وأوهامه العثمانية. وللحق فإنه قد توهم بتحقيق نجاحات من خلال الاتفاق مع الإدارة الأميركية على مناطق حدودية آمنة، لكنه يجهل - نتيجة أحقاده- أن سورية وشعبها وجيشها بالمرصاد لكل معتدٍ أو غازٍ وأن المستقبل القريب سيكشف له غباوة أفكاره، تلك الأفكار التي تعيده للوقوع في أخطاء التجارب الأولى التي أثبتت فشلها، وها هو يقع فيها من جديد.