فعشرات الدول والشركات قررت الوقوف في وجه تهديدات واشنطن، وأعلنت مشاركتها في فعاليات المعرض، الذي حمل هذا العام نكهة مختلفة، زينتها انتصارات جيشنا العربي السوري في إدلب وإن شاء الله كل الجغرافية السورية.
فمعرض دمشق الدولي بأجنحته ومشاركيه، ما هو إلا أحد تجليات الصمود الاقتصادي المذهل للشعب السوري، صمودٌ بني على ثلاث ركائز رئيسية، أولها العمل على تأمين احتياجات شعبنا الأساسية من سلع وخدمات وضمان توافرها في الأسواق المحلية، والثانية مواكبة انتصارات قواتنا المسلحة لإعادة الحياة بمختلف أشكالها وألوانها إلى المناطق المحررة، والركيزة الثالثة هي الاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب، لأن الخيار الوحيد المتاح أمامنا كسوريين هو وأد الموت واستيلاد الحياة والنجاح فقط.
إن افتتاح معرض دمشق الدولي قبل أيام، يؤكد أنه يعود ليكمل من جديد رسالته الاقتصادية والاجتماعية والحضارية وليكون صلة الوصل بين الشرق والغرب وجسراً للتبادل التجاري والتعاون الاستثماري والثقافي بين الشعوب الحرة، فعلى الرغم من الوقاحة الأميركية التي أقدم عليها ترامب في تهديده للمشاركين، إلا أن كافة الدول والشركات وغرف التجارة والوفود القادمة من كثير من دول العالم، لم تكترث بتلك التهديدات، لأنها رأت في مشاركتها عنواناً للتواصل بين الشعوب.. وأحـد تجليات الصمـود الاقتصـادي للشـعب السوري... وإيماننا بالنصـر لم يهتـز.. ونحن في سورية نعتز ونفتخر بالتضحيات، ونقولها بالفم الملآن إن المُحاولة الأميركية لتَعطيل المعرض كتَظاهرة اقتصادية بالمَقام الأول، وكحالة وطنية استقطابية - بالمُستوى الآخر ومَقاماته - فيها ما فيها من أبعاد حضارية ثقافية مجتمعية وسياسية، ما هي إلا امتدادٌ للعدوان وهي مُحاولة اعتداء جديدة على سورية، مُجتمعها، اقتصادها، نظامها السياسي، ودورها الوطني والقومي، الإقليمي والدولي، ما يَعني أن أشكال الحرب والعدوان المُتعددة ضدها لم تَتراجع، ما زالت مُفعّلة في جميع الاتجاهات، وعلى جميع المستويات.
وليس أدل على أن التَّرهيب الأميركي ما هو إلا دليل آخر على نهج البلطجة وليس أيّ شيء آخر، وهو الأمر الذي ردت عليه الأطراف المُشاركة، الحليفة والصديقة، بتأكيد مُشاركتها والاستعداد لتوسيعها، ولتوقيع اتفاقيات تعاون وشراكة.
بكل الأحوال ها هو المعرض يعود اليوم ليكمل من جديد رسالته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية، رسالة الانتصار، فها هو يستقبل زواره الذين يتجاوز عددهم مئات الآلاف، وليكون صلة الوصل بين الشرق والغرب وجسراً للتبادل التجاري والتعاون الاستثماري والثقافي بين الشعوب الحرة ومنصة لتعاون اقتصادي إقليمي ودولي يحفظ للشعوب ثرواتها ومواردها ويعزز علاقاتها التجارية والاستثمارية.
asmaeel001@yahoo.com