غير أن النتائج الأولى التي عادت بها الخطة إياها حتى الآن جاءت لتقول إن الخطة لم تكن غير توسيع جديد وإضافي للمستنقع الذي يغوص الاحتلال الأميركي في أوحاله, وبؤرة جديدة لاستنزاف المال والدم الأميركي بغير طائل يرتجى, ودون أي أمل في أن يستعيد الاحتلال الأميركي قدرته على توفير مقومات استقراره في العراق ومباشرة جني الثمار التي جاء من أجلها.
وإذا كانت خطة الاحتلال في الأصل قد أخفقت أولاً, وأخفقت معها جملة التحالفات والعناوين والشعارات التي مهدت وبحثت عن تبريرات لها, وإذا كانت كل وسائل القوة وتقنياتها وعتادها وعديدها بما فيها الخطة الأمنية الراهنة, قد أخفقت أيضاً كسابقاتها في تثبيت الاحتلال الأميركي للعراق, وإذا كان الأميركيون في أغلبيتهم -وباعتراف- الرئيس بوش نفسه قد سئموا الحرب التي تشنها إدارتهم في العراق وأبلغوا هذه الإدارة سأمهم عبر أكثر من رسالة, أقلها تصويتهم لأغلبية ديمقراطية راجحة في الكونغرس, وآخرها استطلاع يؤكد رغبة ثمانين في المائة منهم الانسحاب من العراق.. إذا كان كل ذلك غير كافٍ لإقناع تلك الادارة بخطأ حساباتها وبعري أهدافها, وبضرورة العودة الى رشدها , والى الأخذ بالحقائق والوقائع وليس بالأطماع والغايات المتخفية , فما الذي يمكن أن يقنعها ويرشد سياساتها سوى اجهاض هذه السياسات وافراغها من الداخل ?
هنا يحضر النشاط الذي يقوم به الكونغرس , وبالذات نشاط رئيسة مجلس النواب فيه السيدة بيلوسي , كوجه آخر لسياسة أميركية ينبغي أن تعتدل , وكعملة بديلة لعملة أفسدت السوق السياسية الأميركية طيلة سنوات .
والحوار الأميركي مع دول الجوار العراقي وفي مقدمتها سورية خطوة أولى فحسب على طريق جعلته ادارة بوش طويلاً نحو تنظيف صورة أظهرت الوجه الأميركي فيها بشعاً , بل في غاية البشاعة !!