تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تاج الغبار

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء 24-11-2010م
نبيه البرجي

جولة في أروقة الكونغرس: لاموطىء قدم لنا. لاأثر . تستعيد، كعربي، ماقاله محمود درويش ذات نهاية: جالس مثل تاج الغبار على مقعدي.

غبار. ألا يعاملوننا هكذا على أننا غابة من الغبار؟ لامكان لعربي هناك إلا لمن باع جلده ، دماغه، أهله، ترابه، للدببة. هذا رجل بنيامين نتنياهو، وذاك رجل تسيبي ليفني . قد تجد. أو لابد أن تجد رجل أفيغدور ليبرمان أو بيني بيغن أو حتى يوشع بن نون. لاتتعب رأسك، وتسأل عن السبب. أكثرنا ، استراتيجيا، من طراز .. الليدي غاغا!‏

يزعجهم كثيرا السوريون، أو كل عربي يريد أن يكون عربيا أو أن يكون له مكان (لاحفرة) في هذا العالم. و إياكم أن تجروا أي مقارنة بين روما القديمة (وكان هناك أباطرة سوريون) وروما الحديثة التي تعجز، رغم كل تلك الاغراءات التي هي اكثر ابتذالا ومهانة، من اغراءات راقصة من الدرجة الثالثة، عن اقناع نتنياهو بتجميد جزئي للاستيطان.‏

ليس لأننا لسنا هناك وأنما لأننا لسنا في عقر دارنا، قبائل تتبعثر، ثروات تتبعثر، أزمنة تتبعثر. إذا لماذا لايختال السيد الحاخام في تلة الكابيتول كما يختال في باحة الأقصى، بل في كل مكان عربي آخر شرّع أبوابه... للعار.‏

أجل، العار الذي يرتدي عظامنا حدقات عيوننا، حين تلاحظ كيف نلهث، وتلهث معنا ثرواتنا وراء أولئك الذين لايرف لهم جفن، مجرد جفن، لقضايانا ولنكباتنا، مادمنا قد دخلنا عراة، وندخل كل يوم عراة في تلك الكوميديا الدبلوماسية، وحيث الصولجان دائما بيد الاخر تكفينا قبعة المهرج.‏

أنت هناك، في أروقة الكونغرس، لا شيء. إن وجدت أحداً من قومك يعمل مستشاراً أو شيئاً من هذا القبيل، فلا تطرب، ولا تأنس، لأن من يصل الى هناك لابد أن يكون قد باع ظهره، وحتى ظهر أبيه، لـ «تاجر البندقية» الذي يرابط في المكان ويقتطع من لحم العرب، من مستقبل العرب...‏

رغم هذا تبحث عن لحظة درامية في المشهد: لعل أساقفة اللهاث يشعرون، في لحظة ما، أن عليهم أن يسألوا: أين نحن؟ الخلاص قد يبدأ بسؤال..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 892
القراءات: 931
القراءات: 1022
القراءات: 1111
القراءات: 1150
القراءات: 1047
القراءات: 945
القراءات: 1152
القراءات: 1002
القراءات: 981
القراءات: 1104
القراءات: 1220
القراءات: 1197
القراءات: 1300
القراءات: 1082
القراءات: 1250
القراءات: 1165
القراءات: 1113
القراءات: 1042
القراءات: 1159
القراءات: 1110
القراءات: 1150
القراءات: 1183
القراءات: 1193
القراءات: 1272

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية