اليوم أتذكر قول الأستاذ الجامعي وأنا اقرأ تقريراً للاسكوا عن الجَنىَ الذي يقطفه البلد جراء تحسين بنيته التحتية، وتحديدا المتعلقة بشبكات النقل، الداخلية منها، وتلك المرتبطة بدول الجوار، فتكامل الطرق، بمعنى من المعاني، تكامل اقتصادي، أو على الأقل اللبنة الأولى والأساسية على طريق التكامل الاقتصادي.
شبكة الطرق تشبه الى حد كبير الأوردة والشرايين وتلك الأوعية الشعرية الصغيرة الكفيلة بإيصال الدم «الاستثمار» إلى النقاط المتواضعة والدقيقة من الجسم، ولذلك لم يبالغ تقرير الاسكوا في أن تحسين شبكات الطرق يرفع نموالناتج المحلي الإجمالي بثلاث نقاط مئوية.
قطاع النقل في عقول الكثير من الحكومات العربية ينحصر في «الهاي وي» وفي السيارات الحديثة، لذا نما عدد المركبات في المنطقة بنسبة 4.2٪ خلال 1997- 2008، وهو ما يفوق متوسط معدلات النمو السنوية للبلدان النامية البالغ 2.8 في المئة. تفاصيل النمو تتوزع على سيارات الركاب التي تشكل نحو 60٪ من إجمالي أسطول النقل البري، في حين تمثل الشاحنات والحافلات نحو 28٪ و3٪ على التوالي.
الحديث عن محورية شبكات الطرق العربية لايمنع من ان تكون الكتابة خضراء وصديقة للبيئة، اذ ثمة آثار بيئية تتصل بأنشطة النقل، فهو يتسبب بنسبة 22 في المئة من مجموع انبعاثات غازات الدفيئة في دول المنطقة، ويُعزى 85٪ منها إلى النقل البري.