تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرسالة الإعلامية

إضاءات
الإثنين 23-4-2012
د.خلف علي المفتاح

عند الحديث عن الأزمة في سورية يجري تسليط الضوء على دور وسائل الإعلام سابقاً وراهناً في مواجهة ما يجري، ويتركز النقد ويتمحور حول الإعلام السوري على مختلف مستوياته ومسؤوليته الوطنية وقدرته على التصدي للحرب الإعلامية الكونية

التي نتعرض لها، وما لها من تأثير سلبي على بعض الأوساط من الجمهور السوري في إطار التعاطي مع الأزمة والتعامل مع مجريات الأحداث. ولا شك أن مسؤولية على درجة عالية من الأهمية تتحملها وسائل الإعلام الوطني وخاصة الإعلام الرسمي في أي بلد من بلدان العالم عندما يتعلق الأمر بقضية وطنية حاسمة بحكم الدور الوظيفي الذي يضطلع به وبالتحديد تنوير الرأي العام، والارتقاء بمستوى وعيه وتعزيز الحالة الوطنية وتحصينها من المؤثرات الخارجية، والسعي لتعزيز التناغم والوئام المجتمعي كل ذلك بما لا يتناقض مع الرسالة الإعلامية ومهنيتها وموضوعيتها ومحتواها الأخلاقي والإنساني، ومقاربتها للحقيقة ولا نعتقد أن تلك العناوين المشار إليها تثير نقاط خلاف جوهري عند الكثير من المشتغلين بالشأن الإعلامي عند الحديث عن مهام ووظائف الإعلام الرسمي في أي بلد من بلدان العالم.‏

ولعله من نافلة القول الإشارة إلى أن لكل وسيلة إعلامية هدفاً تسعى لتحقيقه وقضية أو مجموعة قضايا تحاول الدفاع عنها وتقديمها بالطريقة التي تراها مناسبة، ولعل النجاح في تحقيق ذلك يرتبط بتوافر مجموعة من الأشياء خاصة في عصرنا الحاضر الذي يتسم بدرجة تقانة إعلامية عالية المستوى وفضاءات عولمية مفتوحة وتدفق هائل للأفكار والمعلومات تجعل من العبث السعي للحد من سطوة الإعلام الخارجي العابر للحدود، ويأتي في مقدمة أسباب تحقيق النجاح المأمول امتلاك حد أدنى من العناصر المشار إليها آنفاً وهي التقانة والكوادر عالية التأهيل والخطاب المقنع وتوافر الإمكانات المادية ولعل توافر القناعة والإيمان الحقيقي بمضمون الرسالة الإعلامية هو العنصر الأساسي والجوهري في تحقيق ذلك الهدف.‏

إن الحديث عن رسالة إعلامية وطنية ناجحة ليس حديثاً في فراغ أو اشتغالاً في وعي مجتمعي مسطح وإنما بناء على بناء وهنا تأتي الرسالة الإعلامية مكملة لما تم إنجازه والبناء عليه، فيصبح طرح مزيد من الأسئلة وتحديد المسؤوليات والمهام في إطار عملية البناء الوطني مسألة مشروعة، فيبرز الدور الذي تضطلع به المؤسسات التربوية بحكم دورها الاستراتيجي أساسياً ومحورياً في ذلك إضافة إلى المؤسسات الثقافية على تعددها وإمكاناتها وانتشارها العمودي والأفقي، إضافة للدور المنوط بالمنابر الدينية والروحية وتأثيرها الواسع في الأوساط الشعبية ولا شك أن الحديث عن عملية البناء السياسي والوطني تبرز في المقام الأول تسليط الضوء على دور الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات والنقابات وقوى المجتمع المدني في إطار قيامها بواجباتها الأساسية انطلاقاً من القناعة أن المجتمع هو ملعبها وساحة حركتها الأساسية، وليس أي مكان آخرأن تسليط الضوء على دور القوى والتنظيمات والمؤسسات المشار إليها ليس الهدف منه إلقاء المسؤولية على أحد دون غيره أو التقليل من شأن وأهمية ما بذل من جهد وتحقق من نجاح في مواجهة الأزمة المؤامرة، وإنما للإشارة إلى أن قيام كل مكون وطني بدوره في فترات الراحة والاسترخاء على قلتها بالنسبة لنا نحن السوريين يوفر الكثير من الطاقات والإمكانات والدماء في فترات الشدة والمواجهة، لا بل إنه يعجل ويختصر من زمن الحسم والانتصار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11429
القراءات: 1124
القراءات: 881
القراءات: 1038
القراءات: 905
القراءات: 970
القراءات: 991
القراءات: 946
القراءات: 1014
القراءات: 966
القراءات: 1029
القراءات: 943
القراءات: 972
القراءات: 1008
القراءات: 1060
القراءات: 1022
القراءات: 1127
القراءات: 1099
القراءات: 1017
القراءات: 1078
القراءات: 1027
القراءات: 1052
القراءات: 1080
القراءات: 1105
القراءات: 1370
القراءات: 1259

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية