|
|
ولا حتى .. الناطور !! البقعة الساخنة في إدعاء الحرص على تعميم الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم, بل إنه لم يتردد في الذهاب إلى شن الحرب من أجل ذلك, ونماذج أفغانستان والعراق وغيرها لا تزال ماثلة للنظر. ومن جهة ثانية جهد الغرب ذاته , وخاصة أميركا أيضا, في تعطيل الديمقراطيات الناشئة في الأماكن ذاتها أو في غيرها, وفي انتهاك حقوق الإنسان ذاته في مواقع تلك الديمقراطيات ! ما يجري في إيران اليوم .. وما يفعله الغرب والولايات المتحدة خفية, نموذج حي لتلك الازدواجية التي يعيشها الغرب أو يحاول, ففي الوقت الذي شهد العالم فيه لديمقراطية الانتخابات الرئاسية وللنتائج التي انتهت إليها, فقد انقلب الغرب على ذاته وراح يستثمر حالة الشغب التي نشأت على هامش تلك الانتخابات, وتحت لواء الادعاء إياه بالحرص على الديمقراطية, فدس أصابعه الخفية في الداخل الإيراني وزاد من تفاقم حالة الشغب وتسعيرها, في محاولة لكسب ما لم يستطع كسبه بأدوات أخرى, فلا هو يريد ديمقراطية حقيقية ولا هو يريدها مزيفة, بل يريد شيئا آخر عجز عن تحقيقه بأدوات أخرى . نعرف جيدا, أن الملف النووي الإيراني هاجس حقيقي لدى الغرب والولايات المتحدة, ولأن الغرب عجز عن شطب هذا الملف أو إلغائه, وعن منع إيران من امتلاك القدرة على إنتاج الطاقة النووية السلمية بالوسائل العسكرية والحروب الاستباقية, وبالضغوطات والحصارات وغيرها, فإنه اليوم وعبر تدخلاته غير المبررة في الشأن الداخلي الإيراني, يحاول تغيير أوراق اللعبة كاملة, وخلق معطيات جديدة داخل مؤسسات صنع القرار السياسي الإيراني, عل ذلك يمنحه الفرصة في نيل ما أخفق سابقا عن نيله. لكننا نعرف أيضا أن محاولة الغرب هذه ليست يسيرة مع وجود دولة مؤسسات حقيقية في الجمهورية الإسلامية, قادرة على لجم المحاولة ووأدها في مهدها, ومع افتضاح تلك الازدواجية السياسية لدى الغرب. وأن المجازفة بالسلة والعنب ليست مدخلا إلى إيذاء الناطور ؟!
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
