تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطريق إلى طهران...

الافتتاحية
الاربعاء 24-6-2009م
بقلم : رئيس التحرير - أسعد عبود

العدو الحقيقي والوحيد للعرب هو إسرائيل، الخلافات بين الدول دائمة وجائزة وتصنف كوجهات نظر.. تضارب مصالح .. خصومات.. برودة أجواء.. لكنها لا تتحول بالضرورة إلى عداء.. ولها علاج دائم على الطريقة السورية هو الحوار.

إيران لم تكن ولن تكون عدوة للعرب.. ولا لأي دولة عربية.. ما يحيط بعلاقاتها الثنائية مع هذه الدولة أو تلك.. ليس أبعد من خلافات تحتاج إلى الحوار... بل إن إيران تشارك العرب موقفهم العقائدي من أن إسرائيل هي العدو، موقف إيران هذا يرضي الشعب العربي.‏

جاهل أو يتجاهل كل من يظن للحظة أن زعزعة استقرار إيران وإحداث اضطرابات فيها لا يؤثر على المنطقة بكاملها.. إيران ركن أساسي في استقرار المنطقة وأمنها وأهم القوى الساعية إلى ذلك، والفاعلة من أجله..‏

إنه لمن المؤسف فعلاً أن يوجد من يأخذ موقفنا هذا على أساس أنه موقف سوري مبني على العلاقات الثنائية المتينة على مدى ثلاثين عاماً هو عمر الجمهورية الإسلامية.. هذا موقف سوري ليس بحكم العلاقات الثنائية فقط.. بل بحكم الإرادة السياسية التي لا تدخر جهداً في البحث والعمل من أجل استقرار المنطقة وأمنها.. وقناعتنا أن كل الدول العربية معنية بذلك.. وأن كل الخلافات العربية الإيرانية لا تتطلب أكثر من حوار بضمير نظيف وعقل مفتوح..‏

تستشعر الدول العربية، في الخليج العربي وخارج الخليج، خطورة التعرض الخارجي لإيران، وكان ذلك واضحاً في اكثر من تصريح لأكثر من شخصية خليجية في مقدمتهم سمو أمير قطر.‏

وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أشار بوضوح إلى أن أحداث إيران شأن داخلي إيراني رافضاً أي تدخل خارجي..‏

علماً أن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، هي الدولة العربية الوحيدة التي لها مشكلة محددة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. وهي قضية الجزر الثلاث.. لكن.. إيران هي الشريك التجاري الأول للإمارات.. هكذا يقتضي العقل والحكمة.‏

ليس من مصلحة أي دولة عربية أو أي دولة في المنطقة ولا في الاتحاد الأوروبي ولا حتى في الولايات المتحدة ولا في العالم العبث باستقرار الجمهورية الإسلامية.. وقد جاء الصوت الروسي امس ليؤكد هذه الرؤية.‏

هناك جهة واحدة في العالم تريد زعزعة هذا الاستقرار وإحداث أكثر من الاضطراب وأكثر من الحروب فيه هي إسرائيل.. كي تشغل العالم عن جرائمها أولاً.. وكي تسيء لكل من يرفض سياستها واحتلالها.‏

لكل رأيه فيما يجري.. ولنا رأينا.. ولسنا في حرب مع من يرى هذا أو ذاك بشأن الانتخابات الماضية في إيران.. لكن من الضروري جداً لكل معترض داخل إيران وخارجها أن يحسبها بدقة: إن أي تجاوز للشأن الانتخابي وخلاف الآراء بما يصيب الجسد الإيراني واستقرار النظام والدولة.. هو يخدم المشروع الإسرائيلي.‏

إنهم يستهدفون إيران ليس بسبب المرشد الاعلى ولا الرئيس أحمدي نجاد ولا«الديمقراطية» ولا «حق التظاهر».. بل لأن إيران الدولة القوية الصناعية المتقدمة «تعدين.. محركات.. طائرات.. سيارات.. تقنية نووية» والتي تجاهر بمعاداة الظلم الذي تتعرض له دول العالم الفقير.. ويفرضه من تسميهم الاستكبار العالمي.‏

إن إيران هي التجربة الفريدة في الحكم التي ثبتت فاعليتها.. بالإقرار.. وبالاعتراض.. وهي غير بعيدة عن التجربة الغربية من حيث الاحتكام لصندوق الاقتراع وغير مستمدة منها، وجديرة بكل اهتمام لو كان البحث فعلياً عن تجارب ديمقراطية تستمد من خصوصية الشعوب وثقافاتها ..‏

لكن..‏

عما يبحث الذين يستهدفون الجمهورية الاسلامية؟! a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 24/06/2009 02:11

يبحثون عن خلخلخة الداخل الإيراني , وإيهام الرأي العام بانقسام إيران بين الشعب وبين النظام, ثم بين أركان النظام نفسه, حتى الوصول لأن يسلم الرأي العام أن إيران أخطر من إسرائيل, وبالتالي يتفهم المجتمع الدولي تحذيرات إسرائيل بأن الخطر الذي يعيق الحل ليس من أعدائها العرب بل من إيران تحديدا, وأن الرؤى الصحيحية هي انضواء العرب مع إسرائيل لإنقاذ المنطقة, ولو تابعنا الإعلام العربي في ديار الغرب لاستنتجنا هذا بوضوح.

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 24/06/2009 14:30

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : لأمريكا والغرب وإسرائيل تحفظات على الانتخابات الإيرانية وما جرى بعدها ؛ فهم يدّعون التزوير وقمع المتظاهرين ، وهنا سأضيف إيران إلى الآتي من الشواهد لأصل إلى قاسم مشترك ، وبهذا أقول : 1 - انتخب الشعب النمساوي السيد فالدهايم رئيساً ، لا ادّعاء بتزوير أو قمع لمتظاهرين ، قاطعوه حتى آخر ولايته ، والسبب هو أن القرار الأممي الذي ساوى بين العنصرية والصهيونية كان في عهده عندما كان أميناً عاماً للأمم المتحدة ! 2 - الرئيس ساركوزي عندما كان وزيراً للداخلية في فرنسا قبل توليه الرئاسة في بلده ، قمع بعنف المهاجرين المحتجين على العنصرية التي يعانون منها في فرنسا ، ولم يعترض الغرب أو أمريكا أو إسرائيل على ذلك القمع ! 3 - جنود الكيان الصهيوني يقمعون بعنف الشعب الفلسطيني ، ولا أحد يعترض ! 4 - جنود الاحتلال الأمريكي استباحوا الأرض والعرض في العراق وأفغانستان ، ولا أحد يعترض ! 5 - الطائرات بدون طيار تقتل المدنيين في باكستان ، ولا أحد يعترض ! 6 - جنود الاحتلال الأثيوبي عاثوا فساداً في أرض الصومال ، ولا أحد يعترض ! 7 - الراحل ياسر عرفات - الذي نتفق أو نختلف معه - كان رمزاً للكفاح الفلسطيني ، وكان رئيساً شرعياً للسلطة الفلسطينية ، حاصروه حتى قتلوه في السمّ ، ولا أحد يعترض ! 8 - حركة حماس فازت بالانتخابات التشريعية وبشهادة الجميع ، حاصروا حكومتها الشرعية ، وضغطوا لإقالتها ، ولا أحد يعترض ! 9 - حزب الله في لبنان حزب سياسي ، له ممثلون في مجلس النواب والحكومة ، قاطعوهم ، ولا أحد يعترض ! من تلك الشواهد ألا تتضح سياسة الكيل بمكيالين في التعامل الدولي ؟ ويتضح القاسم المشترك ؟

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 766
القراءات: 791
القراءات: 772
القراءات: 862
القراءات: 719
القراءات: 839
القراءات: 784
القراءات: 834
القراءات: 763
القراءات: 805
القراءات: 705
القراءات: 801
القراءات: 794
القراءات: 759
القراءات: 805
القراءات: 939
القراءات: 672
القراءات: 976
القراءات: 1133
القراءات: 875
القراءات: 835
القراءات: 1154
القراءات: 1045
القراءات: 826
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية