يواجه المبعوث الدولي اليوم مآزق عديدة بشكل طبيعي وموضوعي، وهو ما يمكن أن يواجهه أي متصدٍ للمهمة التي يتصدى لها. وفي مقدمة ما يواجهه التحديد الدقيق لأطراف القضية التي يحاول إيجاد الحل لها.
من جهة أولى هناك الحكومة السورية، وهي طرف محدد واضح يسهل التعامل معه.
من الجهة الثانية، هناك المعارضة «أو المعارضات» وهي طرف غير محدد غير واضح وسيصعب على السيد أنان أو غيره إيجاد طرف الخيط الذي يوصله إلى مصدر القرار فيها..! إن كان هناك أية إمكانية لتحديده!
يتجه المبعوث الدولي كخطوة أولى في مهمته إلى تحقيق وقف متزامن لإطلاق النار بين الطرفين، وهو خيار صحيح بقدر ما هو دقيق.. وقد يكون الخطوة الأهم والأصعب.
بالنسبة للحكومة، توافق فتأمر، فتتوقف قواتها عن إطلاق النار على الفور.. هذا طبيعي..
أما المعارضة فالسؤال:من الذي سيوافق؟! ومن الذي سيأمر؟! ومن الذي سيستجيب..؟!
حتى عبارة «الضمانات الخطية» ماذا تعني..؟!
من الذي سيقدمها..؟! وماذا تضمن..؟!
بتقديري إن الأمم المتحدة صاحبة المبادرة هي التي يجب أن تضمن.. سواء ضمانة إيقاف العمل المسلح ضد الدولة، أم إيقاف الدعم الخارجي لهذا العمل المسلح.. وأيضاً تنفيذ الأطراف الخارجية لكل ما ورد في نقاط مهمة أنان..
الإخلاص للمهمة من خلال السعي لإزالة العوائق من أمامها بقدر ما هو ممكن، يقتضي بالضرورة، يقين السيد أنان والأمم المتحدة من ورائه وكل المعنيين المحتملين أن الحكومة السورية لا تجهل ولا يمكنها أن تتجاهل هذه الحقائق، فلماذا إضاعة الوقت؟
إنها مسؤوليتها أمام الشعب «مسؤولية الحكومة» في الحفاظ على مصلحة الوطن ووقف نزيف الدماء وإقامة مشروع الأمان والسلم الأهليين.
بالتالي..
إذا كان المبعوث الدولي يواجه احتمالات كبيرة لإحباطات كثيرة فيما إذا حاول القفز من فوق السياج الشائك الذي تحيطه المعارضات ومن وراءها بمهمته، فإن إحباطات هذه المهمة ستزيد أكثر بكثير إن حاول أن يقفز ساحباً بيده الحكومة السورية من فوق هذه الأسلاك الشائكة..
النيات الطيبة تعني الوضوح والشفافية.. ولا تعني الاحتمالات والضبابية..
فإن كانت النيات تراهن فعلاً على فتح الباب لسورية ديمقراطية وحلول سياسية، فمن الضروري جداً مواجهة الأمور كما هي وعلى حقيقتها. كما هو ضروري جدا مراعاة شرطي الزمن وهدر الدم. فإن كانت المواعيد الزمنية المحددة، ليست سهلة التطبيق، فإن واقع الحال لا يعطي أبدا الفرصة لأن تكون مهمة أنان مستمرة على مدى الزمان ؟!
وكل الاحتمالات مفتوحة.
As.abboud@gmail.com