وغني عن الشرح أن منطقتنا لم تعرف من هذه الادارة سوى الشرور بكل أنواعها ودرجاتها, بدءا باهمال عملية السلام ومرورا بسياسات الحصار والعزل, وصولا الى شن الحروب التي أزهقت أرواح مئات آلاف البشر .
القمة الرباعية التي استضافتها دمشق الاسبوع المنصرم جاءت في توقيتها وأطرافها وأهدافها محاولة شجاعة لسد النقص الذي خلفه تخلي القوة الاكبر في العالم عن مسؤولياتها الدولية, بل ومحاولة طموحة لترميم ما يمكن ترميمه من اختلالات نتجت عن السياسات المتهورة لهذه الادارة والتي لم تكتف بالعزوف عن المساهمة في عملية السلام, بل حاولت اشعال بؤر جديدة للصراع , مذهبية وطائفية, بينما تواصل النفخ في سعير الحرب تارة باتجاه ايران وتارة اخرى نحو لبنان وربما دول اخرى تحت حجج وذرائع واهية .
ان رحيل ادارة بوش التي كرست سنواتها الثماني لتسعير الصراعات, وأخفقت في أن تكون عامل استقرار في المنطقة, كما سائر مناطق العالم, ما تسبب في زيادة عزلة اميركا والشعور بالكراهية تجاهها خاصة في العالم الاسلامي, سيكون كما عبر الكاتب البريطاني باتريك سيل خبرا طيبا لكثير من شعوب الارض في الشرق الاوسط واوروبا واميركا ذاتها, على أمل أن الادارة المقبلة , وبغض النظر عما اذا كانت جمهورية أم ديمقراطية, قد تكون قادرة على استخلاص العبر ازاء الفشل الذريع والمتكرر الذي منيت به سياسات الادارة الحالية الامر الذي تسبب في خسائر ضخمة لكثير من شعوب الارض بما في ذلك الشعب الاميركي, كما فوت فرص كبرى لاحلال السلام وتحقيق الازدهار في غير بقعة من العالم .