وغاباتها... ومواقعها الأثرية.. والسياحية البديعة.. لكن زيارتي الأخيرة لها أكدت لي من جديد أن الجهات المعنية في طرطوس ما زالت مقصرة في معالجة الكثير من المشكلات والقضايا التي تساهم في تشويه بيئة وجمال تلك المنطقة ولعل أبرز تلك المشكلات مايتعلق بمحطة معالجة مياه الصرف الصحي الناتجة عن المدينة وجوارها حيث عجزت السلطات المحلية والمركزية ذات العلاقة عن البت بشكل نهائي بموقع المحطة المقترح رغم مضي أكثر من عامين على صدور قرار استملاكه وعلى ظهور بعض الاعتراضات عليه... وهذا العجز إن دل على شيء فإنما يدل على أن معظم محطات المعالجة المقرر تنفيذها في المحافظة لن ترى النور في ظل هكذا تقصير في اتخاذ القرار! ولا سيما أن أغلب المواقع المقترحة في الدراسة الإقليمية الشاملة قد تواجه اعتراضات مماثلة.
أما المشكلة أو القضية الثانية فتتعلق بالعديد من الأماكن الأخرى التي تصب فيها نهايات الصرف الصحي مسببة التلوث لمياهها.. وتربتها الزراعية.. وبيئتها العامة وبشكل يدعو للأسى والحزن والألم.. ولا يختلف الأمر كثيراً لجهة مكب قمامة مدينة الدريكيش المتوضع على طريق عام الدريكيش - جنينة رسلان في منطقة قريبة من المشفى الوطني والمخبز الآلي والثانوية الصناعية والعديد من المنشآت العامة والمساكن حيث ينتشر الدخان منه بشكل مستمر مسبباً الروائح الكريهة في كل الاتجاهات ولدرجة أنه يشكل غمامة سوداء في الكثير من الأيام كما كان عليه الحال مساء الجمعة الماضي! وطبعاً هناك العديد من مكبات القمامة الأخرى المنتشرة بشكل عشوائي في الطبيعة بدون معالجة صحيحة!
المشكلة الثالثة أو الرابعة وليس الأخيرة.. هي المشكلة المزمنة لشركة الحرير الطبيعي التي تنتظر قرارات الجهات المركزية المعنية لمعالجتها منذ سنوات وسنوات دون جدوى.. ولدرجة يشعر فيها كل من يقرأ الكتب والمراسلات والمذكرات المتعلقة بها والمرفوعة للوزارات المختصة أن القضية في واد وقرار معالجتها في واد آخر ليس قريباً إنما بعيد وبعيد جداً!!
ثمة مشكلات وقضايا أخرى تتعلق بنوعية رغيف الخبز... وبالطريق المركزي وبفندق البلدية (السياحي) و... إلخ, لا يتسع المجال في هذه الزاوية للحديث عنها الآن!
althawra.tr@mail.sy