و لم تحرك اسرائيل ساكنا وأبقت حصارها وعدوانهاعلى القطاع جواً و بحراً و براً والمجتمع الدولي بما فيه مجلس الامن عاجز عن فعل أي شيء.
هذه الدعوات و المناشدات الاوروبية لإسرائيل برفع الحصار عن الفلسطينيين في غزة يمكن إدراجها في سلة « رفع العتب» ما دامت مقتصرة على التمني والرغبة ولم تقترن بادوات تنفيذ ضاغطة على اسرائيل.
ويمكن القول بصراحة و شفافية بأن بعض الحكومات الاوروبية غير مكترثة إن لم تك داعمة من فوق الطاولة و تحتها لاستمرار العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني و كل ما يهمها قطع كل وسائل الصمود عن هذا الشعب.
ولا نبالغ ان فسرنا اقتصار الموقف الاوروبي من استمرار الحصار الاسرائيلي لغزة على « التمني و الرغبة و المناشدة على اسرائيل برفعه بأنه دعوة مبطنه ومتروك لاسرائيل تفسيرها وفقا لظروفها، و لا سيما ان طلائع القوات الاطلسية بدأت تصل الى شواطىء غزة ، الامر الذي يشكل حصارا جديدا على قطاع غزة و الذي تستطيع طائرة استطلاع اسرائيلية واحدة مراقبته في الليل و النهار.
فمن يسمع التهويل الاسرائيلي حول تهريب السلاح يعتقد ان قطاع غزة قاب قوسين او ادنى من امتلاك القنبلة النووية، ومع الاسف يتعامل الاوروبيون مع هذا التهويل و الكذب الاسرائيلي و كأنه امر واقع وربما نرى في الايام القادمة السفن الاطلسية تبحر امام شاطىء غزة أملا بالعثور على كيس طحين أو أرز أو ربما بندقية مهربة في حين ان اهل غزة همهم الوحيد تأمين قوت يومهم وتجاوز الدمار الذي خلفته آلة الحرب الاسرائيلية.
لا يحق لنا لوم الاوروبيين لتقاعسهم بالضغظ على اسرائيل لاسباب كثيرة رغم كثرة وعودهم و لكن يحق لنا ان نلومهم على مشاركتهم في حصار غزة وتصديق الاكاذيب الاسرائيلية بتهريب السلاح عن طريق البحر.. فإسرائيل لو تستطيع قطع الهواء عن قطاع غزة لفعلت..
ان الوعد والرغبة شيء.. واتخاذ القرار شيء اخر.. و ما دام الاوروبيون يفضلون التعامل مع اسرائيل بهذه المصطلحات ستبقى اسرائيل تنظر لهم من باب الضعف و قلة التأثير و عدم الاحترام وفي النهاية يعود الامر للحكومات الاوروبية حول ماذا تختار وكيف تعبر عن سياستها التي اصابتها عدوى الازدواجية و الرؤية الاحادية الجانب الاميركية ؟!