فمن استخدام الفوسفور الابيض الى استخدام قنابل الدايم, واستخدام الاسرى دروعا بشرية للدبابات والجنود الاسرائيليين الى اخلاء البيوت وتجميع السكان ثم قصفهم وقتلهم بشكل جماعي, فاعدام الاطفال وبقر بطون النساء وابادة عائلات بأكملها وقصف المنازل والمدارس والمشافي ومكاتب الاعلام وطواقم الاسعاف والمساجد فوق رؤوس الابرياء, كلها جرائم حرب وجرائم موصوفة ضد الانسانية مارستها اسرائيل ولاتترك مجالا لتأويلها على غير هذا الوصف او تسويغها تحت أي مبرر.
ورغم هذه الجرائم غير المسبوقة في تاريخ الحروب قياسا لنتائجها المروعة بقتل مئات الاطفال والنساء والشيوخ وجرح الاف المدنيين العزل, فان اسرائيل تحاول الافلات من جرائمها هذه بأكاذيب من مثل ان المقاومين كانوا يختبئون بين المدنيين, وان الاسلحة التي استخدمتها كانت مطابقة للمواصفات الدولية وان ما من جيش في العالم يتمتع باخلاقيات الجيش الاسرائيلي.
لكن الشهادات التي افادت مصادر الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية وكل خبراء الحروب والقانون الدولي تجمع على ان اسرائيل تركت على ارض المعركة أدلة كافية لإثبات انها ارتكبت كل هذه الجرائم المحرمة دوليا.
ولئلا تمر هذه الجرائم دون عقاب وتفلت اسرائيل بها كما افلتت من جرائمها الكثيرة عبر تاريخها العدواني استنادا لأكاذيبها وحماية الغرب وامريكا لها, يتعين على العرب والشعب الفلسطيني وذوي الضحايا والدوائر الحقوقية والقانونية والجهات السياسية والاعلام العربي قبل المجتمع الدولي العمل على توثيق هذه الجرائم وتصنيفها بالسرعة القصوى وتحريك الدعاوى الفردية والجماعية بحق مرتكبيها امام المحاكم الدولية المختصة لمقاضاتهم اولا ومطالبة اسرائيل بالتعويض المادي والمعنوي للضحايا ثانيا, وفي حال اعتراض دول في الغرب كما هو متوقع منها على هذه الدعاوى كما فعلت المانيا باعتراضها على أي تحقيق يجرى في هذه الجرائم, يتوجب على العرب التعامل معها على انها شريكة في ارتكاب هذه الجرائم مثلها في ذلك مثل امريكا بسبب تبريرها للعدوان وجرائمه وامداد اسرائيل باسلحة الموت وادوات الجريمة المنظمة.