مأساة فلسطين بالأصل مأساتان ,
الأولى ناجمة عن انحياز الغرب الأوروبي والأميركي للمجرم الإسرائيلي, والثانية ناجمة عن حياد بعض العرب تجاه ذلك الانحياز, والمأساتان أوصلتا فلسطين كلها إلى الاحتلال وغزة بالذات إلى ما هي عليه اليوم من دم ودمار وضحايا , والقاتل هو القاتل سواء بأداة القتل أم بالصمت عن القتل أو بإدارة الظهر للضحية تحت عنوان الحياد أو اللا انحياز.
ولأن عون الضحية وإغاثتها في غزة حق إنساني أولا وليس موقفا سياسيا فقد داس بعض العرب الحق الإنساني بنعال الموقف السياسي فأغلق بوابات الحياة والنجدة والغوث دون غزة وأهلها تحت العنوان ذاته .. الحياد , فيما ارتقى معظم العالم فوق الموقف السياسي وصولا إلى الحق الإنساني الأسمى والأجدى , فتظاهر وصرخ وغضب ومد يده للضحية .
إن لم تقف مع الضحية , ولم تمد لها يد العون والمساعدة برغيف أو بضماد جرح أو بخيمة إيواء , فأي حياد ذلك الذي يمنعك من نقل وجعها وأنينها فحسب , وأي أخلاقية حياد تلك التي تحرم عليك إيصال نداء استغاثتها لمن يهتم ؟
بي بي سي , مثل بعض العرب , وعكس أكثريتهم والعالم , فعلت ذلك .. قطعت يدها وشحذت عليها !!