تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وجهان وقناعان!

معاً على الطريق
الثلاثاء 4-12-2012
خالد الأشهب

على طريقة أجهزة الكومبيوتر ورسائلها المعدة سلفاً أمام المستخدم, فإن معظم السوريين, بل كلهم على الأرجح, يرون على سطح مكتبهم اليومي رسالة تقول: «الحديث جارٍ عن الحسم العسكري»,

ففصائل الإرهابيين تتحدث عنه بوصفه النهاية السعيدة لإرهابها الذي طال البشر والحجر في سورية, والدولة السورية تتحدث أيضاً عن الحسم العسكري باعتباره أولوية لا بد منها قبل الحوار والمصالحة, والناس تتداول الحديث الجاري عن الحسم العسكري يومياً, بل كل ساعة ودقيقة, مرة بوصفه مخرجاً من أزمة ومرة باعتباره مدخلاً إلى حل, لكن, لا أحد حتى الآن يتساءل لماذا تتأخر الرسالة الأهم والتي تقول: إن الحديث يجب أن يجري عن الحسم السياسي بوصفه ضوءاً يرينا نهاية النفق!‏

يتساءل الكثير من السوريين, بل الأغلبية العظمى منهم عن ماهية الحسم السياسي ومعناه, وعما إذا كان ثمة ضرورة لمثل هذا الحسم في هذا الوقت أو ذاك من الأزمة التي تعصف بنا, والتي من جراء ما عادت به علينا من القتل والخراب والتدمير فقد آن الأوان لحسم سياسي بشأنها... ونهائي, على الأقل كي لا تظل هناك مظلة تظلل أحداً, أو أكمةً يختبئ أحد وراءها, فيدعي الديمقرطية والمدنية والسلمية علناً... فيما هو سراً يشد على يد الإرهاب والإرهابيين, وفي ظنه أنه بهذا يكسب شرف المعارضة من جهة أولى, وربما... أقول ربما، يكسب امتيازات السلطة من جهة ثانية, فيصيب عصفورين بحجر واحد, وكما لو أن الدم السوري بات, وببساطة شديدة, بالنسبة إلى البعض من هؤلاء سوقاً أو بورصة للمضاربة في أسهم السلطة والمعارضة!‏

لا أقصد بالحسم السياسي أي حل سياسي محدد للأزمة.. فتلك ليست قضيتي الأساسية كسوري اليوم, بل أقصد بالحسم تسمية الأشياء بمسمياتها ومن ثم فرزها وتوضيبها وليكن ما يكون, وقول كلمة الحق دون أي انتباه للوم لائم وليكن ما يكون أيضاً, إذ كيف للبعض ممن اختار التموضع في حيز المعارضة بقراره الحر المستقل, أن يواصل تقليب بندقية المعارضة من كتف إلى كتف, أو نقل قدم مع الاحتفاظ بموضع القدم الثانية... وهم يرون أن المعركة ليست بين سلطة ومعارضة وبين رأي ورأي آخر, بل بين دولة من أرض وشعب ومصير وشذاذ آفاق متطرفين قتلة قادمين من أربع جهات الأرض؟‏

كيف للبعض من هؤلاء المعارضين أن يواصلوا أداء حياد المعارضة السياسية.. وفي الوقت نفسه يراهنون على عنف الإرهاب والإرهابيين كي يكسبوا موقعاً سياسياً ضاغطاً, بل كيف لهم أن يعتاشوا من حساب الحضور السياسي القادم على صهوة العنف والإرهاب, وهم الذين صدعوا رؤوسنا دفاعاً عن سلمية الحراك الشعبي وتمثيلا ً له؟‏

الحسم السياسي هو أن تعطل المعارضة الحقيقية معارضتها, تؤجلها, أو تضعها على الرف الذي تريد مؤقتاً, مثل كل المعارضات الوطنية الحقيقية في العالم حين يتهدد الوطن كله, وأن تنبري للدفاع عن سورية الدولة والشعب والمصير إلى جانب الجيش الوطني... حينئذ, ومن هذا الموقع بالذات يحسم السوريون أمرهم السياسي تجاه من يدعون تمثيل السوريين والنطق باسمهم بين وطني صادق وانتهازي منافق.. بين وجهين أو بين قناعين!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية