تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاجتياح الاستعماري

الافتتاحية
الأربعاء 6-1-2010
بقلم : رئيس التحرير - أسعد عبود

يتصف العنصريون اليمينيون عموماً ببجاحة القول مدفوعين بعقدة التفوق واضطهاد الآخر. عداؤنا لهم يجب ألا يمنعنا عن الانتباه لما يقولونه.

لو اهتم العالم «الرأسمالية تحديداً» بما كان يقوله النازيون وهتلر على وجه التحديد لاختصروا زمن الحرب العالمية الثانية واختزلوا ويلاتها إن لم يمنعوها في حينه.‏

من تلك السلالة ينحدر «أفيغدور ليبرمان» ولننتبه لما قاله... هو يوافق أن تعود محادثات السلام مع الفلسطينيين دون أي شروط مسبقة «وقف الاستيطان أو غيره» ودون جداول ومواعيد زمنية.. ويستشهد على دقة رؤيته المعادية للسلام هذه بأن كل المواعيد التي حددت مسبقاً لإنجازات على صعيد السلام لم تكن لها أي فائدة..‏

لماذا لا نريد أن نفهم عدونا..؟!‏

يريدونها محادثات لا حدود لها.. ولا حقوق لأحد فيها.. فقط لهضم ما قضموه من العرب حتى اليوم، عبر اتفاقات السلام المزعوم منذ كامب ديفيد وحتى اليوم..‏

من السهل أن نقول: لن تنطلي مزامير ليبرمان على أحد..‏

لكنها في الواقع تنطلي..‏

الجهد الدولي اليوم وضمنه -بكل أسف- بعض الجهد العربي، أو ما يطبل له الإعلام تحت عنوان «الحراك السياسي العربي».. هو للضغط على الفلسطينيين للقبول بالعودة إلى المحادثات فوراً وأن تبدأ إسرائيل بحلحلة الوضع.. يعني أن تعيد على مسامعنا مهزلة إيقاف الاستيطان عشرة أشهر, عدا القدس والمستوطنات التي بدأ العمل فيها.. وهاتوا حاسوباً يحسبها..‏

الوضع أخطر بكثير مما يُعلن..‏

والتردي في المنطقة أسرع بكثير من السابق..‏

نحن نتعرض لعملية اجتياح استعماري غير مسبوقة في التاريخ..‏

هل أتاكم حديث هيلاري كلينتون أن الوضع في اليمن يهدد السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي؟!‏

وأنه لا بد من معاقبة إيران!!‏

وهل أتاكم حديث الفرز بين مواطني الدول العربية والإسلامية إن قصدوا الولايات المتحدة..‏

إنه الاجتياح الاستعماري مرة أخرى..‏

وهذه المرة يريدون أن يستعمرونا بأدوات هي نحن أو بعضنا وليس بأنفسهم..‏

تطويق الفلسطينيين ب «المحادثات دون شروط» أو بالتجويع والموت، ومحاربة إيران والضغط على المقاومة- أينما وجدت- هي مهمات أنيطت ببعضنا.. وقد تولاها المهمة وبدأ التنفيذ..‏

المرحلة الأولى الاستمرار بتحويل الأنظار عن مصدر الإرهاب والأزمات والحروب والصدامات، وهو دون أي شك الاحتلال والسياسات العدوانية والوصائية.‏

والمرحلة الثانية قد يصل بهم الغباء إلى حد التورط..‏

هل يعتقد أحد في هذه الأمة أن ثمة ما أجَّل ضربة لإيران من إسرائيل أو من أميركا أو من الناتو هو خوفهم جميعاً من إيران.. فلأي مهمة يتصدى جهابذتنا؟!.‏

لم يعد من نداء ينفع..إنه الاجتياح الاستعماري مرة أخرى.. ومرة أخرى نحتاج حركات التحرر الوطني لإعلان الاستقلال.. استقلال القرار.. الاستقلال الثاني كما سمّاه السيد الرئيس بشار الأسد.. صاحب الرؤية والرأي أنه إن لم يكن السلام فستكون المقاومة..‏

لا عربي ولا مسلم سينفعه دفن الرأس في الرمال..‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

جلال ابراهيم الحسن |  hasanpavlova@gmail.com | 06/01/2010 02:38

من هنا يجب أن نبدأ من المقاومة , كانت أوروبا دائما وما زالت تحاول تسوية شاملة في الشرق الأوسط على مبدأ كامب ديفيد وهذا الأمر تعارضه سوريا جملة وتفصيلا . هناك صراع وتنافس دولي بين أصحاب القوة والنفوذ ونحن كأمة عربية غير قادرين للأسف على حماية مصالحنا الحيوية . هذا تهديد مباشر لنا انها الوصاية والولايات المتحدة لا تختلف عن الفاشية بشئ اليست هي العنصرية بعينها ؟ هم يقولون أن التوراة نزلت من السماء محفورة على السيف هذا هو منطق العدو . بموقفهم هذا من الأحداث في اليمن هم يقومون بتعقيد الوضع أكثر و أكثر . موقف السيد الرئيس و حرصه على مشاعرنا كشعب يجعلنا أكثر قوة ومناعة والتصاقا بالقيادة والسير جنبا إلى جنب في مواجهة التحديات. شرف هذه الأمة بالوحدة وإذا كان لابد وأن نموت فعلينا أن نموت أحرار .

وفيق ، الضيعة  |  قلة الوعي  | 06/01/2010 14:28

لقد كان معظم العرب السذج اول المهليلين ثم المطبلين والمزمرين لزيارة اوباما (الخدعة) وخطابه الشهير في مصر ، لا احد يا عم اسعد يأتي الى الاخر ويقدم له السلام على طبق من ذهب ، ولا احد يعتذر للاخر ما دام على درجة عالية من القوة والذكاء والمناورة ، فنحن لا نعيش في زمن الانبياء وانما نعيش في زمن الشياطين ، السلام يأتي عندما يكون كلا الطرفين المتخاصمين على كفة واحدة من التوازن ، وهذا ما لا نراه في الصراع العربي الاسرائيلي ، والسياسة الاميريكية الاسرائيلية في المنطقة مبنية على الاجهاز على العرب والاطباق عليهم كلما ازادوا ضعفا وجهلا ، وهذا ما نراه الان، طبعا شكرا لبعض العرب على ما يقدمونه للعدو من خدمات جمة عبر انشاء الجدران الفولاذية ثم التحامل على المقاومة والتآمر عليها اينما وجدت ، بدلا من استمالها كورقة قوية وندية في وجه العدو ، هذا الدلال الزائد لاسرائيل من قبل البعض سوف يعود عليهم بالشر والنهاية الغير سعيدة ما لم يتداركوا الامر سريعا ، فلا احد على رأسه ريشه ،السياسة سميت سياسة من اجل حمل العصا بيد والجزرة بيد اخرى ، اما حمل الجزرة دائما ، لا بل تقشيرها وتنظيفها ثم تقديمها هدية صائغة للعدو.. لهو شر الغباء العربي ، سيبقى العرب على هذه الدرجة من التردي والانهزام ما لم يتحرر العقل العربي من تخلفه المزمن وقلة الوعي التي تحتاج الى عصور من اجل جعلها كثرة.. ثم عقدة النقص امام الاخرين وخصوصا الاميريكيين الذي يرون في هذه العقدة طريق لتحقيق مآربهم ، وضحك على الذقون ، طبع..ا يد واحدة لا تصفق ، ومحاولة البعض لم الشمل واللجوء الى سوريا التي كانت وما زالت تحذر من المؤمرات الاستعمارية القادمة الى المنطقة وعلى لسان رئيسها السيد بشار الاسد في كل فرصة اعلامية متاحة ، لكن.. ما من آذان صاغية ، إلا للتآمر.... ، على العرب ادارك الامر سريعا والوقوف امام امريكا الضعيفة بكلمة واحدة وموقف واحد وعدم انقاذها مرة اخرى على حساب الامن العربي .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 766
القراءات: 791
القراءات: 772
القراءات: 862
القراءات: 719
القراءات: 839
القراءات: 784
القراءات: 834
القراءات: 763
القراءات: 805
القراءات: 705
القراءات: 801
القراءات: 794
القراءات: 759
القراءات: 805
القراءات: 939
القراءات: 672
القراءات: 976
القراءات: 1133
القراءات: 875
القراءات: 835
القراءات: 1154
القراءات: 1045
القراءات: 826
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية