تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العشاق الأشاوس ؟

معاً على الطريق
الأربعاء 27-5-2015
أنيسة عبود

ما أكتبه اليوم ليس خيالا».. بل هو من واقع ما يحدث في البلد ..والأزمة التي تطال البلد تطال أخلاق أهل البلد .. وكما تغيرت معايير كثيرة في حياة السوريين ،

تغيرت معايير الحب والرجولة والشهامة أيضا .وكذلك تغيرت المعشوقة السندريلا لتظهر المعشوقة التي تقدر أن تعطي مصروف الجيب للزوج وتؤمن له المسكن المريح , أو بمعنى قادرة على شراء رجل .‏

وهنا ..يأتي دور العشاق الأشاوس العاطلين عن الحب والحياة والأخلاق , ويستغلون ضعف المرأة أمام الكلام المعسول والوعود الخيالية والحاجة الطبيعية للحب , ويبدؤون بحياكة خيوط الكذب والنفاق عبر مواقع التواصل التي تتيح للجميع الكذب وارتداء الأقنعة والظهور بمظهر الضحية لحياة قاسية ..وستصدق المرأة دائما» أن هناك عشاقا» أشاوس يضعون قلوبهم على راحتهم ويركعون أمام المعشوقة والدم يسيل من سهم كيوبيد .‏

ليس مهما» أن تكون المعشوقة جميلة ..لأن جمالها يأتي من مالها ومن وظيفتها وبالتالي من قدرتها المادية التي تؤمن لهذا النوع من العشاق الأشاوس كل شيء ولا تطلب شيئا»كما تؤمن له الهروب من خدمة بيته ووطنه وأولاده إذ أن معظم هؤلاء الأشاوس يكونون متزوجون وهاربون من الأولاد ومن الزوجة التي يحولونها إلى مربية تقف وحدها في وجه العاصفة بعد أن دمروها..وهذا العاشق الولهان الذي يعرف كيف يضحك على النساء مدعيا» أن سهم كيوبيد الجديد هو الذي خرب بيته وحياته وجعله أسيرا» لحبه الجديد .. يحق له أن يحب متى شاء وأن يترك بيته بحثا» عن غوايات ورغبات مثيرة متى شاء ..في الوقت الذي لا يحق لزوجته أن تسأله ( أين كنت شاردا» ؟) بعضهم يقول – في هذه الظروف الحالكة - (أنه التحق بالدفاع الوطني ولهذا هو يغيب كثيرا» ) ثم يبدأ بسرد الحكايات الكاذبة عن بطولاته وعن رفاقه , لينتهي به الأمر أن يبكي على رفيقه الشهيد الذي ترك زوجة صبية بلا معيل .‏

يا حرام ..الأمر محزن حقا» و أنا لا أقول غير ذلك .. ولكن المحزن أن يظهر فجأة العاشق الولهان الشهم الذي لا يجوز أن ينسى رفيقه وصديقه وبالتالي عليه أن يطمئن على الزوجة الشابة وأن يكتب لها باستمرار متفقدا» حالتها النفسية وأن يرسل لها الورد ويحدثها عن الحياة التي يجب أن تستمر وشهامته لا تسمح له أن يترك زوجة صديقه الشهيد دون رجل ..وعليه يحاول أن يكون البديل بعد أن يطمئن إلى وظيفة الزوجة وإلى رصيدها بالبنك ويستخبر عما قدمته الدولة من امتيازات ليطمئن قلبه بعد أن خسرت زوجها وجنينها ..فالموت لا يوقف عجلة سير الأحياء ..وبالمناسبة سيذكر لها محاسن زوجها ومساوئ زوجته وأنه يعاني كما هي تعاني ..ليكتشف أنه لا ينقصها شيء سوى الحب.‏

وهكذا يبدأ الصياد الخبيث ..بعد التشجيع من أسرتة التي لا تقيم وزنا» لقيم الأسرة ولا لقيم الشهادة ولا تجد في سلوك ابنها أي عيب أو قذارة , حتى لو سطا على زوجة صديقه طالما لن يدفعوا مالا» ولن يحملوا مسؤولية ..وكل الوسائل مبررة من أجل الصيد الثمين .‏

للأسف .استشرت هذه الحالات بين ( هلافيت )الرجال الذين لا عمل لهم سوى اصطياد زوجات الشهداء غير الناضجات وغير المؤهلات نفسيا» واجتماعيا» لاختبار هؤلاء الكذابين المنافقين الذين يتاجرون بغرائزهم ويبيعون جسدهم كما تبيع العاهرة جسدها ..وإذا كان المثل يقول ( تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ..) فالعصر الحالي صار يقول ( الرجل يأكل بجسده ولا يجوع ) ضاربا» عرض الحائط بقيم الرجولة والشهامة والمجتمع ..لدرجة أننا لم نعد نسمع إلا عن حالات الخيانة والطلاق والزواج المتكرر مع ملاحظة أن هذا السلوك يتبعه تدمير أسرة وتشريد أطفال لا ذنب لهم إلا أنهم جاؤوا إلى الحياة دون آباء محترمين . وسيحملون وزر آبائهم السيئين إلى آخر العمر .‏

وهنا أنا لا أعيب على زوجة الشهيد أن تتزوج .ولكن أعيب عليها غباءها وجهلها واستجابتها الى الذين يستغلون ضعفها فيسلبونها دم زوجها ومال أطفالها وسمو نفسها لأن معظم هذه الحالات تتم على يد رجال مرتزقة لا شغل لهم سوى النصب والاحتيال على الميسورات وزوجات الشهداء ..إلى أن يسلبوها كرامتها ومالها ..‏

إن الذي لا خير فيه لأبنائه ووطنه لن يكون فيه خير لأي امرأة .وأظن انه صار الوقت المناسب لأن تفيق المرأة وتنتصر لكرامتها وعزة نفسها ..وأن تخلع الرجل الكاذب المنافق – كما تخلع الحذاء في سلة الزبالة معلنة بالصوت العالي ( أنا لا يعنيني الحذاء الذي أرميه في الزبالة ..فليلتقطه بعدي ويلبسه من يشاء )‏

وللأسف .أقول أخيرا».الإنسان يعكس تربيته وقيم أسرته ..فهل عند هؤلاء الأشاوس قيم ؟؟؟لا أظن ذلك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 638
القراءات: 743
القراءات: 690
القراءات: 643
القراءات: 663
القراءات: 611
القراءات: 629
القراءات: 827
القراءات: 877
القراءات: 715
القراءات: 691
القراءات: 713
القراءات: 712
القراءات: 805
القراءات: 709
القراءات: 709
القراءات: 696
القراءات: 779
القراءات: 690
القراءات: 837
القراءات: 699
القراءات: 747
القراءات: 837
القراءات: 915
القراءات: 710

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية