تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الجيوش العربية والعتب الأميركي

نقش سياسي
الأربعاء 27-5-2015
أسعد عبود

رأى وزير الدفاع الأميركي «أشتون كارتر» أن الجيش العراقي افتقد ارادة القتال دفاعاً عن مدينة الرمادي التي احتلتها داعش في الآونة الأخيرة.

بعد كلماته هذه، كثرت التصريحات الأميركية، بينها ما حاول اعادة بعض الاعتبار للجيش العراقي ولاسيما بعد ردود فعل عراقية رافضة لما ذهب إليه الوزير الأميركي. بل إن بعضها وصل حدّ التشجيع وزرع الثقة.‏

إذا ما أخذنا بعين الاعتبار هذا الذي أظهرته القيادات الأميركية الأخرى وصولاً إلى الرئيس الأميركي باراك اوباما نفسه ونائبه «بايدن» من تأثر مزعوم بتقدم داعش وتراجع الجيش العراقي، ما استدعى إصدار الوعود بضرورة الدعم وتشغيل «آلة التحالف الجوية» لاستعادة الرمادي من داعش،فإن ملاحظة أو رؤية السيد كارتر تتجاوز الملاحظة العابرة إلى مستوى العتب وربما الاتهام!؟‏

يصح تصنيف ذلك كله في إطار السخرية السياسية... تصوروا أن الولايات المتحدة التي قضت على الجيش العراقي وقضت بحله، بقرار واضح معلن بصفاقة لا يجرؤ عليه إلا ذاك الصهيوني «بول بريمر» الذي ولوه بتحدٍ غير مسبوق لكل عربي، شؤون العراق!! هي اليوم عاتبة على ضعف أظهره هذا الجيش – ربما – في محاربته للإرهاب الذي لا يعرف واقعه ومقدراته في العالم كما تعلمه الولايات المتحدة؟!‏

في العراق يبكون نفاقاً... وفي سورية يشمتون جهاراً متجاوزين كل الحصار العسكري والسياسي والاقتصادي الذي فرضوه عليها وعلى جيشها... ولكل الجيوش العربية يخفون السخرية ذاتها بما فيها الجيش السعودي الغائص، بدفع منهم، في الوحول اليمنية حتى الرقبة. لن يكفي الولايات المتحدة أن تُؤدي الجيوش العربية القسم، أنها لن تقاتل سوى ايران وما يرتبط بها، وصولاً إلى التحالف مع اسرائيل ضدها... لا يمكن لإسرائيل ومن ورائها أميركا والغرب، أن تثق يوماً بالعرب مهما وصلت درجات الخيانة عندهم !!؟ وانتبهوا لما لاقاه الزعماء العرب بموافقة أميركا في ما عرف بالربيع العربي... هل كانوا قبل رحيلهم مخالفين كثيراً للإرادة الأميركية والإسرائيلية؟!‏

لا تقبل اسرائيل، وبالتالي الغرب الاستعماري وأميركا، بأي جيش عربي قوي... من الجزائر مروراً بدول المغرب العربي ووادي النيل والخليج والمشرق، وهي لا تخفي ذلك إذ تعترض على أي صفقة سلاح لصالح دولة عربية حتى ولو كانت قطر العزيزة القزمة... ولو مدفع ذهب عيار 22 ثمنه بئر غاز...إلى أن تضمن حسن إدارته بعيداً عنها... وعجزه عن القتال بأي اتجاه وها هي حرب الإرهاب دليل على ذلك.‏

هل تريد الولايات المتحدة فعلاً جيوشاً عربية قادرة على محاربة الإرهاب؟‏

بمقتضى كل ما يجري وترونه... أترك لكم الجواب...‏

أتركه لقادة الجيوش العربية ليتلمسوا طريقاً يستطيعوا فيها بناء جيش وطني حقيقي قادر على المواجهة... ولن يكون ذلك إلا بالمقدرة والارادة الذاتيتين.‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 815
القراءات: 840
القراءات: 839
القراءات: 929
القراءات: 771
القراءات: 896
القراءات: 844
القراءات: 879
القراءات: 819
القراءات: 859
القراءات: 764
القراءات: 859
القراءات: 849
القراءات: 818
القراءات: 860
القراءات: 987
القراءات: 719
القراءات: 1028
القراءات: 1197
القراءات: 923
القراءات: 881
القراءات: 1209
القراءات: 1093
القراءات: 878
القراءات: 1034

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية