وحوله الخدم والحشم ولا ينقصه سوى صولجان شهريار ليكون الملك المطاع.
وإذا كان لابد من ذلك الصولجان لتكتمل صورة الدكتاتور أو السلطان، فإن أميركا لن تبخل عليه.وستمنحه عصا البطش والفتنة وقد تحوله إلى قرضاوي جديد طالما يعتبر نفسه أمير المسلمين. ولأنه مزهو بالكرسي الرئاسي، أطلق مجموعة وعود سرعان ما تراجع عنها عندما هزت أميركا عصاها. مع أنها سمحت له بتغيير القيادات العسكرية ليكون حوله رهطه الخاص الذي يحقق له السيطرة والتفرد بالحكم.. فأغلق أنفاق الفلسطينيين وفتح أنفاق النفاق السياسي..وأدخل الجيش المصري إلى سيناء بعد مقتل ستة عشر جندياً مصرياًوراح يصول ويجول مهدداً ومتوعداً وكأنه يخوض معركة تحرير فلسطين، مع أننا نعلم أنه لا يجرؤ على أن يطلق رصاصة واحدة إلا بموافقة أميركا و«إسرائيل».
يحق لمرسي أن يحارب الإرهاب... ويحق لنا نحن السوريين أن نحزن على جنود الجيش المصري الشقيق.. لكننا نتساءل لماذا يمنع على سورية محاربة الإرهاب الذي يدمر البلاد ويقتل الشعب ويذبح الجيش العربي السوري.؟ ما رأي السيد مرسي باستشهاد آلاف الجنود السوريين؟ هل على الدولة أن تقف متفرجة على مسرحية القتل اليومي التي يكتبها آل سعود وآل ثاني وآل أوباما والحركات التكفيرية التي نجح المستعمر أخيراً في تفجيرها.؟
كأن السيد مرسي لم يسمع التكبير والدق على الطناجر..ولم يشاهد مراسم الذبح بعد التكبير والتحليل لذبح بشر يشبهون مرسي وأبناء مرسي وجيش مرسي.
للأسف.. لم يكن مرسي مهموماً إلا بتسجيل نقاط أمام جمهرة دولية أتيح له حضورها على أنقاض حسني مبارك. ولنعترف، أميركا صفقت له.. واعتبر الكيان الصهيوني أن كلمة مرسي مطمئنة وتدل على نهجه السياسي تجاه «إسرائيل» ولكن مرسي بذلك النهج أخرج نفسه وأخرج مصر من لعب دور ريادي في المنطقة العربية بعد أن تحول إلى طرف متشدد في الأزمة السورية، ما أدى إلى نفور الشعب السوري منه ورفضه لأي دور يقوم به.
ومن تابع كلمة مرسي يرى أن الأنا لديه متضخمة جداً وهي أكبر من جسده الضخم ومن ذقنه العريضة.. ومن الملاحظ أنه تخلى عن اللباقة والدبلوماسية كما تخلى عن البروتوكول الرئاسي لدولة مصر الشقيقة..فانقض على سورية وعلى شعبها ليسجل سبقاً إعلامياً أمام شخصيات متزنة. لكنه اعترف أن دم السوريين في عنقه (وفي أعناقهم عربان النفط والإبل) لقد صدق في ذلك.. إن دم السوريين من الجيش والمعارضة في رقبته.. وفي رقابهم..إنهم هم الذين يستفتون مشايخ الفتنة لتحليل ذبحنا وهدم أمننا وتخريب بلدنا والانقضاض على إخوتنا.وكأن رب العالمين أوكل إليهم مفاتيح الجنة والنار والثواب والعقاب..
إن منظر مرسي في طهران لم يكن منظر رئيس محنك يليق برئاسة مصر العريقة.. كما أن طريقة إلقاء كلمته لم تكن موفقة..بل هي أشبه بخطبة شيخ في جامع الحي.. لقد عمد السيد مرسي إلى تكرار جمل كثيرة ليشد انتباه من لم ينتبه وليقول وبطريقة تدل على السلطوية والدكتاتورية: أنا أتكلم فاصمتوا.. كما كرر عبارة.. إيران الشقيقة مرات وكأنه أراد أن يقنع طهران بما لا يقتنع هو فيه.
أجزم أن مرسي رجل متسلط ولا يقبل بالرأي الآخر, ودليل ذلك تكرار شكره وتحيته إلى أن انتبه إليه الحضور الذي كان غافلاً عنه... ما أدى لرفع صوته أكثر مما يجب، وكأن الزعماء الذين في القاعة من حاشيته وعليهم أن ينصتوا لوقع صوته.
هل يظن السيد مرسي أنه جمال عبد الناصر؟ ليته كان على نهج جمال عبد الناصر إلينا.. لكن، وبكل الحزن نقول.. يبدو أن مرسي على نهج حسني مبارك..رحم الله جمال عبد الناصر ورحم الله امرأً عرف حده فوقف عنده.