ورغم بعض نوافذ الأمل التي أعقبت العدوان وأوحت بإمكانية نصرة هذا الشعب المكافح مثل تقرير غولدستون الذي دعا إلى محاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين, وكذلك الهبة الشعبية في أوروبا وأميركا لإرسال المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع المحاصر، فضلاً عن بعض المواقف الدولية الخجولة التي تطالب بوقف الاستيطان والمواقف للمنظمات الحقوقية والقانونية التي تدعو إلى محاكمة قتلة الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، رغم كل ذلك ظلت اسرائيل تنتهك كل الأعراف الدولية، وذهبت الآمال بإمكانية قيام السلام, أدراج الرياح وبقي الأمر الوحيد على أرض الواقع هو الإرهاب الاسرائيلي الذي يخلف يومياً المزيد من الشهداء والمنازل المهدمة والأراضي المصادرة والأحياء التي يتم تهويدها.
إن هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون في الأراضي العربية المحتلة يحتم على المجتمع الدولي وقواه الحية والفاعلة تجاوز حالات الإدانة والشجب والاستنكار ومجرد المطالبة بوقف الاستيطان ورفض الحصار إلى وقفة جادة تبدأ بكسر الحصار وتنتهي بتأييد تقرير غولدستون وتنفيذ توصياته، مروراً بإجبار إسرائيل على العودة إلى طاولة المفاوضات والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس المحتلة، وبغير ذلك فإن الصراع سيظل مفتوحاً على المجهول، وسيظل أمن العالم واستقراره مهددين بفعل الإرهاب الاسرائيلي وجرائمه المستمرة.
ahmadhamad67@yahoo.com