كأن هذه الأمة لم يكن يكفيها ما شهدته وتشهده في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال.. و... كي يبتكروا لها جرحاً جديداً نازفاً في موقع آخر تلبدت الغيوم فيه هو اليمن.
لا نحتاج إلى بيانات أو تصريحات كي يعرف الشرق والغرب.. القاصي والداني.. أننا مع وحدة اليمن وسلامة أراضيه وشعبه، كما نحن مع العربية السعودية.. وهو ما أعلناه صراحة، لأننا سورية العروبة والتضامن العربي وسيادة القرار العربي.. وهو ما عبّر عنه السيد الرئيس بشار الأسد واصفاً استقلال القرار بأنه الاستقلال الثاني.
لا أريد أن أسيء لأي جهد يبذل علناً أو بالسر لمنع تدهور الأوضاع في اليمن.. لكن.. الحكاية طالت، وثمة متغيرات تلحق بها دائماً، وقد بدأ التوجس يدخل الروح..
القتال الداخلي يجعل أي بلد بحالة تسمح بالتسرب إلى داخله.. وفي عالم مليء بقوى تبحث بعيونها - وعيون غيرها - عن أي فرصة سانحة لتحل في موقع آخر.. ولا سيما عندما تعاني الضيق حيث هو.. يبدو اليمن مهدداً باختيارهم له موقعاً لهذه القوى غير الأمينة.
الحديث يقوى.. والصوت يمر بقنوات الإظهار والتضخيم عن وجود لمنظمة القاعدة الإرهابية التي ولدت من الضلع الأميركي وتعلمت الإرهاب بإشرافه... ثم بدؤوا يضغطونها لينشروها حيث تصلح على الأقل سبباً مزعوماً للتدخل المباشر.
هل نسيتم أن أحد أهداف الغزو الأميركي الإجرامي للعراق كان البحث عن القاعدة أو ما يشابهها..
ألا ترون باكستان المسلمة التي كانت على موعد للخروج إلى عالم الدول القوية تتحول إلى موقع يطرح ما لا نهاية له من الأسئلة والتساؤلات .. عنوانها:
- ماذا يريدون من باكستان؟
السؤال نفسه يمكن أن نكرره بالقول:
- ماذا يريدون من إيران؟!
باكستان وإيران موقعا قوة يخشون أن يخرجا عن التقيد بما يريدون.. وبالتالي مطلوب منهما أن يسلما قرارهما لغيرهما.. لكن.. ماذا بالنسبة لليمن؟!
أمس بثت محطة «سي إن إن» الأميركية الغنية عن التعريف أخباراً عن مسؤولين في الولايات المتحدة يبحثون عن أهداف جديدة ممكنة في اليمن يمكن استهدافها انتقاماً لمحاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب إسقاط طائرة ركاب أميركية.
وتقول فضائية «سي إن إن»: إن المسؤولين الأميركيين.. والولايات المتحدة يرمون إلى الوصول إلى درجة من الجهوزية بغية التعامل مع كافة الاحتمالات والخيارات في حال أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما أوامر بتنفيذ ضربات «انتقامية» في اليمن.
- ماذا يريدون باليمن... وبغير اليمن.. وبالخليج العربي كله؟!
إن الدول العربية في الخليج وخارج الخليج قادرة كل منها على حماية أمنها وسلمها الداخلي، وتنقية بيئتها من أي وجود إرهابي.. ومقدرتها تزداد بالتأكيد كلما ابتعد أصحاب المصالح ولا سيما في الغرب عن التدخل بقرارها.
هذا ما أكدته سورية في مقاومتها للإرهاب.. والسعودية والكويت... وغيرها... وغيرها، وما يمكن أن يؤكده اليمن الحر المعافى.
اليمن بوابة عربية على باب المندب وعلى المحيط الهندي وعلى الخليج، حيث الثروة النفطية.. ولأسباب أخرى كثيرة ومتعددة، بينها ما يرمز له من تاريخ العروبة.. يمكن أن يكون مستهدفاً.
إن الجهد العربي لتحصين هذا البلد من إمكانات إضعافه واستهدافه أقل بكثير مما يستحق..
a-abboud@scs-net.org
تعليقات الزوار |
|
وفيق ، الضيعة |  كل عام وجريدة الثورة الواسعة الانتشار بخير  | 31/12/2009 12:53 |
مما لاشك فيه يا عم اسعد بانه نحن هنا في سوريا يجب علينا ان ننقر على الخشب ليل نهار لان سوريا غير مستهدفة بالمعنى الشامل ، صحيح بانها مستهدفة بسبب السياسات التي تتبناها ،الا انها غير مستهدفة في اراضيها وما تعني هذه الكلمة من معنى ، وصحيح انها استهدفت يوما ما بامنها عندما ارسلوا الينا الذباب الرعاديد (كما اسماهم الرئيس الراحل مرة) الى شوارعنا من اجل التخريب وبث السموم، الا انهم فشلوا فشلا ذريعا وتحولوا الى ذباب تموت تحت الاقدام وعادت سوريا كما في كل الاوقات قوية وحرة في اتخاذ السياسات التي تناسبها وتناسب محيطها العربي والقومي . اما لماذا استهداف اليمن وغيره في هذا الوقت : اولا لجهل ابناء العرب وقلة وعيهم ، ثم ثانيا استهداف العرب والمسلمين عامة وعدم اراحتهم او حتى التفكير في النمو والتطور ، انها سياسة اسرائيلية قديمة جديدة من اجل عدم التفكير ايضا في توجيه السلاح اليها ،وانما في توجيه السلاح العربي الى بعضه البعض ، وهذا ما نراه الان . نتنياهو يذهب الى مصر من اجل الثني والحمد للزعماء العرب المصريين على الاقتراحات البناءة في تعطيل الصف العربي من خلال القيام بالحصار البطولي على غزة واذلال قافلة المساعدات وايضا في التعاون الاستخباراتي في معرفة حمولة السفن ووجهتها من قناة السويس . سيبقى الاستهداف مسلط علينا ما دامت هناك عقول جاهلة وغبية فوق اجسام السواد الاعظم من عامة الشعب العربي وسوقه في كافة الاتجاهات والسياسات التي يريدها العدو من خلال هذه العقول ، وما تنظيم القاعدة إلا ذباب وحشرات ضارة غبية يستغلها الغرب من اجل اطراء فبركاته وسياساته وتدخلاته في شؤون بلاد العرب . تبقى المصيبة الكبرى في عدم اعتراف غالبية العرب بجهلهم المزمن وتخلفهم العقلي المستعصي وفي عدم ادراكهم للصورة الحقيقية المرسومة لهم . اخيرا كل عام وجريدة الثورة الواسعة الانتشار بخير ، والى المزيد من الاخبار المفيدة والنيرة . |
|
جلال ابراهيم الحسن |  hasanpavlova@gmail.com | 31/12/2009 13:27 |
ليس المهم ما ستفعله الولايات المتحدة في اليمن بل , المهم هو الخروج بحل يرضي كل الأطراف على الأقل في الوقت الراهن . بأي نزاع أو صراع الحلول موجودة ولكن قبولها أوعدم قبولها تتوقف على رغبة الأطراف المتنازعة والقرار الأول والآخير بيد الأخوة في اليمن . كتبت سابقا أن الولايات المتحدة لن تغير من استراتيجيتها بالتعامل معنا وأن الرئيس الأمريكي ما هو إلا أداة تنفيذ للسياسة الأمريكية. يجب أن يكون لبنان خير مثال لجميع العرب , من بعد حرب أهلية مريرة كل الأطراف وجدت بنفسها القدرة على تجاوز كل الآم الحرب واتفقت على أن لبنان وطن للجميع مهما تعددت الطوائف والمذاهب يعني بأننا نحن العرب قادرون على أن نحل مشاكلنا بأنفسنا بدون أي تدخل خارجي . لماذا نحن علينا أن نصدق الأعلام الغربي والروايات التي يقومون بسردها على كل القنوات العالمية ؟ يجب أن يكون عندنا رؤية واستراتيجية عربية واضحة بالتعامل مع هذا العداء الغربي الغير المبرر و الواضح . |
|
المهندس/محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 31/12/2009 14:28 |
الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد :
قالوا عنه يوماً : اليمن السعيد ، فماذا بقي من السعادة ؟ وبهذا أقول :
1 - المشكلة الأولى في اليمن هي الحرب الدائرة في الشمال مع ما يُسمّى (جماعة الحوثي) ، وشبه الحرب في الجنوب مع ما يُسمّى (جماعة الحراك الجنوبي) ، وموقف كلّ عربي يجب أن يكون مع وحدة اليمن أرضاً وشعباً وضدّ كلّ لجوء للعنف المسلح من قبل المعارضة ، ولكن في المقابل ؛ على الحكومة اليمنية أن تعامل مواطنيها جميعاً على أنّهم مواطنون من الدرجة الأولى ، وما نسمعه هنا من الأشقاء اليمنيين أن التعامل ليس على قدم المساواة ، وهناك قاعدة قرأتها في جريدة عربية مفادها : المواطن الذي يُعامل في بلده على أنّه من الدرجة الثانية وغيره من الدرجة الأولى سينقل ولاءه إلى بلد آخر !
2 - المشكلة الثانية هي تنظيم القاعدة الذي نثرت بذوره في العالم أمريكا نفسها ، وتحاول استخدام هذا التنظيم للتدخل في الشؤون الداخلية للدول ، واليمن هو ساحة ساخنة ومهمة لأمريكا !
3 - المشكلة الثالثة هي القرصنة الصومالية التي تريد الدول الكبرى استغلالها لتحجز موطىء قدم لها في اليمن بحجة مقاومة عمليات القرصنة ، والواقع هو أبعد من ذلك بكثير !
والسؤال المهم : هلاّ انتبه العرب إلى ما يُحاك ضدّهم من خلال البوابة اليمنية ؟ |
|
|