تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ماذا لو صارت ..«المقاومة هي الحل» ؟؟

معاً على الطريق
الأثنين 19-1-2009م
خالد الأشهب

على نحو تمثيلي درامي انطوى على الكثير من الابتذال وتوزيع الأدوار والتصريحات والإعلانات المنسقة والمختلفة الاتجاهات,

جاء الإعلان الإسرائيلي عن وقف إطلاق النار من طرف واحد في قطاع غزة, بعيد توقيع اتفاقية أمنية مع إدارة الرئيس بوش من هنا, وانطلاق خطاب ناري مفاجىء وغير منتظر لزعيم عربي من هناك, ثم ليتبعه اجتماع أكثر مفاجأة في القدس المحتلة جمع ستة من قادة أوروبا حرصوا جميعا على ترديد الاسطوانة إياها حول ضمان أمن إسرائيل ومستقبلها السياسي في المنطقة العربية!‏

مشهد متسارع الأحداث, متناوب الأبطال, متناغم الرؤى, انطوى على تمثيل وإخراج مدروسين, بقدر ما انطوى على اللبس والغمغمة وتخريج ما استعصى إخراجه من المواقف والمآزق, كما لو أنه مقتطع من فيلم ومدسوس في فيلم آخر مختلف, أو كما لو أنه مقطع من فيلم رسوم متحركة جرت إضافته إلى خاتمة فيلم وثائقي, استهدف محاولة إقناع المشاهدين والمتابعين بأن كل ماجرى عرضه كوثائق بالصوت والصورة كان رسوما متحركة مثل الخاتمة المضافة إليه!‏

في قطاع غزة ومدنه وقراه ومخيماته ارتكبت إسرائيل ما ارتكبته من مجازر وجرائم رآها العالم أجمع بأمّ العين عبر الشاشات, ودمرت مادمرته من بنى تحتية ومن بيوت الآمنين والعزل, وهو كثير كثير, لايشبهه سوى ما ارتكبته هي ذاتها قبل نحو عامين ونصف العام في لبنان وفي جنوبه بالتحديد, وبذات الآلة ولذات الأهداف المعلنة أو الخفية.‏

لكن, ومع تكرار تجربة الخيبة, ومع أحداث المشهد الأخير من الحرب على غزة, فإن ثمة إحساسا يراود كلاً منا, بأن ما أرادته إسرائيل خاتمة لهذه الحرب, ليس الادعاء بأنها نفذت أهدافها, ولا كسب التحريض الأوروبي والأميركي المتوافر دائما, ولا الاحتفاظ بالتواطؤ العربي, بل هو محاولة طرد فكرة بدأت تهيمن على العقل السياسي العربي عموما .. فكرة أن المقاومة هي الحل؟؟‏

ذلك أن «المقاومة هي الحل» لا تعني فقط الصراع مع إسرائيل, ولا مواجهة الانحياز الأميركي والأوروبي الظالم ضد العرب فحسب, بل تعني عنوانا عريضا مؤثرا وفاعلا لحالة نهوض عربي كامل توشك أن تعلن عن نفسها, لعل ابسطها وأهم تداعياتها المحتملة على الإطلاق .. مقاومة أنظمة التواطؤ المسماة ظلماً «أنظمة اعتدال»!‏

لنتساءل معاً .. ماذا لو انسحبت فكرة «المقاومة هي الحل» على الحراك السياسي الشعبي العربي وبات قادة العرب رهن إشارة شعوبهم وليس العكس؟‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 19/01/2009 00:57

بالتاكيد ستصير المقاومة هي الحل, إنما للأسف بعد فترة زمنية طويلة من المهاترات والتسويف تقضي على الأخضر واليابس.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية