| ماذا لو صارت ..«المقاومة هي الحل» ؟؟ معاً على الطريق جاء الإعلان الإسرائيلي عن وقف إطلاق النار من طرف واحد في قطاع غزة, بعيد توقيع اتفاقية أمنية مع إدارة الرئيس بوش من هنا, وانطلاق خطاب ناري مفاجىء وغير منتظر لزعيم عربي من هناك, ثم ليتبعه اجتماع أكثر مفاجأة في القدس المحتلة جمع ستة من قادة أوروبا حرصوا جميعا على ترديد الاسطوانة إياها حول ضمان أمن إسرائيل ومستقبلها السياسي في المنطقة العربية! مشهد متسارع الأحداث, متناوب الأبطال, متناغم الرؤى, انطوى على تمثيل وإخراج مدروسين, بقدر ما انطوى على اللبس والغمغمة وتخريج ما استعصى إخراجه من المواقف والمآزق, كما لو أنه مقتطع من فيلم ومدسوس في فيلم آخر مختلف, أو كما لو أنه مقطع من فيلم رسوم متحركة جرت إضافته إلى خاتمة فيلم وثائقي, استهدف محاولة إقناع المشاهدين والمتابعين بأن كل ماجرى عرضه كوثائق بالصوت والصورة كان رسوما متحركة مثل الخاتمة المضافة إليه! في قطاع غزة ومدنه وقراه ومخيماته ارتكبت إسرائيل ما ارتكبته من مجازر وجرائم رآها العالم أجمع بأمّ العين عبر الشاشات, ودمرت مادمرته من بنى تحتية ومن بيوت الآمنين والعزل, وهو كثير كثير, لايشبهه سوى ما ارتكبته هي ذاتها قبل نحو عامين ونصف العام في لبنان وفي جنوبه بالتحديد, وبذات الآلة ولذات الأهداف المعلنة أو الخفية. لكن, ومع تكرار تجربة الخيبة, ومع أحداث المشهد الأخير من الحرب على غزة, فإن ثمة إحساسا يراود كلاً منا, بأن ما أرادته إسرائيل خاتمة لهذه الحرب, ليس الادعاء بأنها نفذت أهدافها, ولا كسب التحريض الأوروبي والأميركي المتوافر دائما, ولا الاحتفاظ بالتواطؤ العربي, بل هو محاولة طرد فكرة بدأت تهيمن على العقل السياسي العربي عموما .. فكرة أن المقاومة هي الحل؟؟ ذلك أن «المقاومة هي الحل» لا تعني فقط الصراع مع إسرائيل, ولا مواجهة الانحياز الأميركي والأوروبي الظالم ضد العرب فحسب, بل تعني عنوانا عريضا مؤثرا وفاعلا لحالة نهوض عربي كامل توشك أن تعلن عن نفسها, لعل ابسطها وأهم تداعياتها المحتملة على الإطلاق .. مقاومة أنظمة التواطؤ المسماة ظلماً «أنظمة اعتدال»! لنتساءل معاً .. ماذا لو انسحبت فكرة «المقاومة هي الحل» على الحراك السياسي الشعبي العربي وبات قادة العرب رهن إشارة شعوبهم وليس العكس؟
|
|