تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تأويـــــــلات

رؤية
الأربعاء 22-9-2010م
سوزان ابراهيم

وُصِف التاريخ على أنه دين الذاكرة, لذا برروا ظهور مفهوم (حروب الذاكرة)!

هكذا يعمل كثيرون على تحويل بعض التاريخ إلى أماكن ذاكرة باردة تفقد حياتها تدريجياً فكأنها لم تكن يوماً.‏‏‏

للإنسان ثلاث ذاكرات: قصيرة ومتوسطة وطويلة أو مديدة, ويبدو أن عملية التحويل تركز على هذه الأخيرة, باعتبارها أرشيفاً شخصياً أكثرعمقاً.‏‏‏

تأويل أول: نحن نشبه إذاً جهاز الكومبيوتر في هذه النقطة على الأقل؟ ثمة ملفات تبقى على سطح المكتب, وثمة أخرى ندفع بها إلى ذاكرة داخلية, فهل النسيان يشبه إرسال ملف أو أكثر إلى سلة المحذوفات؟ فهل يمكننا استرجاع ملفاتنا المحذوفة من سلة مهملات ذاكرتنا البشرية كما نفعل في الكومبيوتر؟‏‏‏

تأويل ثانٍ: الذاكرة ربة منزل نشطة, تودع بعض معارفها القدامى, لتستقبل زواراً جدداً أكثر حيوية.‏‏‏

تأويل ثالث: المسكوت عنه في التاريخ, وفي الحياة أماكن ذاكرة باردة ؟! ألا يمكن اعتبار المسكوت عنه معتقلَ رأيٍّ دهمته صلاحيات قانون طوارئٍ ما, متلبساً بتأويل آخر للحياة أوالتاريخ, فعُهد به لعناية الظلمة؟!‏‏‏

يلعب الأدب دوراً هاماً في تأريخ ذاكرة المسكوت عنه, لكنه يبقى تأريخاً مخاتلاً قابلاً لأكثر من تأويل, فهو غير رسمي, لكنه ربما أقرب للحقيقة.‏‏‏

تأويل ختامي: التأويل نشاط معرفي ديمقراطي, نشاط أنثوي لأنه منطقة خصوبة, لا فرداني, لا توحيدي, لا شمولي, لأنه يقبل التعددية, لهذا نختلف, ولهذا نتنازع مناطق نفوذ الذاكرة, في محاولة لردّ التعددية عن غيّها, ليبقى التاريخ سجلاً لذاكرةِ فردانيةِ الأقوياء فقط.‏‏‏

suzani@aloola.sy ‏‏‏

تعليقات الزوار

الحر غزال |  alhur_gazal@yahoo.com | 22/09/2010 18:42

جميلة النفس دائماً و دائماً ما أتابع تحريكك لسكون الأفكار بمجاذيف قلمك ما أعتقده : أن ليس لها قوانين إلا حركة دائرية غير مكتملة تماماً كبندول ساعة حائط نلتقطها لحظة نظرنا إليه تنوس بين التفاهة و الخيانة لحظة التقاطنا كذلك تنوس عندما نطلبها أحيانا لا تلتقط فتخون و أحيانا لا نطلبها فيمم وجهنا طرف التفاهة نحو أقل المواضيع أهمية منذ فترة طويلة نسيت حتى رقم هاتفي !!!

ن . شعبان |  abosami@gmail.com | 22/09/2010 19:36

نحن بحاجة إلى تربية الأجيال الجديدة لتحترم الذاكرة للأسف نحن نهدم ذاكرتنا بأيدينا أطفالنا لا يتذكرون مدرسيهم منذ سنوات قليلة أقصد فقد الاحترام و شخصية المجتمع بقصر الذاكرة لم تعد مدننا تتذكر أعلامها الذين خدموها : رئيس بلدية - مدرس - مختار الخ أقصد ... نعيش حياة يومية بلا أن تمر على مكان الذاكرة في العقل و القلب لذلك فقدت أيامنا جمالها و صارت كلها .... ------ ديجيتال --- جاف لا قيمة ارثية فيه

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1459
القراءات: 1397
القراءات: 1627
القراءات: 1536
القراءات: 1615
القراءات: 2012
القراءات: 1425
القراءات: 1546
القراءات: 1526
القراءات: 1595
القراءات: 1521
القراءات: 1638
القراءات: 1593
القراءات: 1534
القراءات: 1602
القراءات: 1639
القراءات: 1611
القراءات: 1646
القراءات: 1650
القراءات: 1597
القراءات: 1619
القراءات: 1660
القراءات: 1678
القراءات: 1689
القراءات: 1641

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية