تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جهود السلام الحالية لن تأتي بالسلام

البقعة الساخنة
الأثنين 7-12-2009م
أحمد ضوا

تمارس أوروبا والولايات المتحدة الاميركية لعبة تضليل مزدوجة فيما يتعلق بموقفهما من الرفض الاسرائيلي للسلام مع شعوبهما اولا ومع الدول العربية ثانياً.

ويخطىء من يعتقد ان اوروبا واميركا تتخبطان في طريقة معالجة هذا التعنت الاسرائيلي ، بل الحقائق تؤكد مجاراتهما للمواقف الاسرائيلية في السر والعلن، والدليل ترحيبهما بالموقف الاسرائيلي النظري فقط من تجميد الاستيطان وعدم اتخاذهما اي موقف ازاء استمرار بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة.‏

ماطرحته الرئاسة السويدية بشأن موضوع القدس، والجدل الذي دار اوروبيا حوله بين من هو معارض ورافض و من يريد المناقشة، اضافة للتحذيرات الاميركية والاسرائيلية لاوروبا من خطورة تأييد الموقف السويدي على مصداقيتها في عملية السلام، يكشف دون لبس ان كل الحديث الاوروبي والاميركي عن السلام والقرارات الدولية هو من قبيل ذر الرماد في العيون العربية ودول العالم الاخرى التي تطالب بايجاد حل شامل للصراع العربي الصهيوني وفق الشرعية الدولية.‏

فالوقائع اثبتت ان الاوروبيين غير جادين اطلاقا في تأييد أي طرح او موقف لاتوافق عليه اسرائيل ، وبالتالي هم يجارون الولايات المتحدة بالانحياز الكامل الى جانب اسرائيل في رفضها للسلام وممارستها العدوان على الشعب الفلسطيني وفي الاراضي العربية المحتلة.‏

ومن هنا عندما تدعو سورية اوروبا للعب دور في عملية السلام فإن مضمون هذه الدعوة يعني التوقف عن تأييد المواقف الاميركية - الاسرائيلية وليس السير بموازاتها، ولاقيمة للدور الاوروبي اذا بقي حبيسا في القاطرة الاميركية التي لاتزال تبحث عن طرق سالكة تؤدي الى السلام في متاهات اسرائيل المسدودة.‏

حتى الآن كل مايطرحه الاميركيون والاوروبيون بشأن عملية السلام هو إبر مخدرة للمجتمع الدولي عموما، والعرب خصوصاً الذين يفضلون الانتظار على المبادرة لاحداث تغيير في الموقف الاوروبي والاميركي، او لتذكير هؤلاء بأن العرب موجودون ، والمصالح الاوروبية والاميركية يمكن ان تتضرر اذا تركت اسرائيل تعربد ذات اليمين وذات الشمال ، وترفض كل مبادرات السلام.‏

وليس صحيحا مايقوله البعض بأن اوروبا واميركا لاتستطيعان الضغط على اسرائيل لدفعهما الى طريق السلام ، إذ بمقدور كليهما اجبار اسرائيل على ذلك .. ولكن عدم تضرر مصالحهما مع الدول العربية رغم تأييدهما لاسرائيل يجعلهما يؤيدان موقفها ضمانا لمصالحهما معها على حساب العرب وحقوقهم ووقتهم ودمائهم .‏

ان تحقيق السلام يتطلب تغييراً من الجانبين العربي والاميركي الاوروبي، وبقاء الوضع على حاله يعني ان السلام بعيد المنال .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 673
القراءات: 766
القراءات: 645
القراءات: 722
القراءات: 646
القراءات: 634
القراءات: 653
القراءات: 625
القراءات: 713
القراءات: 747
القراءات: 696
القراءات: 699
القراءات: 763
القراءات: 673
القراءات: 1332
القراءات: 682
القراءات: 735
القراءات: 692
القراءات: 817
القراءات: 745
القراءات: 859
القراءات: 771
القراءات: 755
القراءات: 727
القراءات: 750

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية