تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة متفائلة

إضاءات
الأثنين 7-12-2009م
خلف علي المفتاح

التفاؤل القائم على معطيات حقيقية هو من أهم عوامل النجاح إنه أشبه مايكون بالوقود الذي يحرك كل شيء ويعطي طاقة للإنسان ويجعله أكثر قدرة على النجاح

وتحقيق الأهداف التي يصبو إليها، ولوسائل الإعلام دور كبير في خلق حالة التفاؤل لدى الأفراد والمؤسسات وتعطيهما المزيد من الثقة والأمل في المستقبل ويمكنها القيام بعكس ذلك أيضاً من خلال إشاعة روح اليأس والإحباط وعدم الثقة بالمؤسسات وغيرها ،ولعل ماجعلني أفرد هذه المقدمة هو إطلاعي على التقرير الصادر عن منظمة الشفافية الدولية وهي منظمة غير حكومية أسست في ألمانيا في بداية التسعينيات من القرن الماضي وتعنى بقضايا الفساد الذي أصبح مشكلة عالمية تواجهها الدول والشعوب في مختلف أرجاء العالم وبنسب وتأثيرات مختلفة.‏

وبادئ ذي بدء لابد من الإشارة إلى أن تقارير تلك المنظمة ليست دقيقة بالدرجة التي تجعل منها أدلة حقيقية ونهائية ولكنها تقدم مؤشرات يمكن الاستئناس بها إلى درجة معقولة لأنها تعتمد في تقريرها على معطيات موضوعية وآليات واضحة ومحددة ومعترف بها على الصعيد الاقتصادي في المنظمات الدولية ،وتضع الهيئة المشار إليها تصنيفاً سنوياً على لائحة تبدأ برقم واحد وصولاً إلى مئة وثمانين وهو عدد الدول المصنفة عليها وكلما ارتفع ترتيب الدولة في الجدول المذكور فإن ذلك يعني تزايد درجة الفساد فيها، ومايهم في ذلك هو وضع الدول العربية على تلك اللائحة حيث تقبع في ذيل اللائحة الصومال والعراق اللتان تحتلان المرتبة الأخيرة والمرتبة 176 ثم تليهما أفغانستان وميانمار واللافت أن أفسد دولتين في العالم محتلتان من قبل الولايات المتحدة الأميركية.‏

ويشير التقرير إلى أن افضل الدول العربية على لائحة منظمة الشفافية الدولية هما قطر والامارات حيث احتلتا المرتبة 22 لقطر و30 للإمارات وهما بذلك تقدمتا على‏

بعض الدول الغربية وكذلك على الكيان الصهيوني الذي يحتل المرتبة السابعة والثلاثين في الفساد المالي والمرتبة الأولى في الفساد العنصري والسياسي والأخلاقي، مذكرين بأسباب التحقيق مع رئيس الكيان السابق كاتساف ورئيس الوزراء المهزوم أولمرت ، ولعل مايدعو إلى مزيد من التفاؤل هو أن التقرير المشار إليه بين أن افضل دولة حققت نقلة في سلم الترتيب هي سورية حيث حطمت الرقم القياسي بين الدول العربية وغيرها بهبوطها بفارق 21 نقطة على سلم الترتيب خلال عام واحد وهذا مؤشر إيجابي ومهم ويدل علىآلية ناجعة لمحاربة الفساد يمكن تعزيز مسارها وتطوير وتفعيل آلياتها من خلال المزيد من الشفافية في عمل المؤسسات واطلاع الجمهور على خططها وبياناتها المالية ونسب انجازها وتطوير آليات اختيار الإدارات على أسس من الكفاءة والمهنية والخبرة وإخضاع العقود الخارجية لمعايرة جديدة بحيث تتولاها أكثر من جهة، إضافة الى التعجيل بوضع وإنجاز البنية التحتية للحكومة الالكترونية التي تضمن انسيابية عمل المؤسسات والاتصال الإلكتروني مابين المواطن ومؤسسات الدولة بعيداً عن الروتين والابتزاز إضافة الى مزيد من تطوير القوانين لتحيط وتحاصر كل أشكال الفساد (الذكي) وكذلك تعزيز وتفعيل آليات الرقابة وأجهزتها ولاننسى الدور المهم والاستراتيجي لوسائل الإعلام والرقابة الشعبية في كشف وتعرية منابع الفساد ويبقى الدور الكبير في تجفيف منابع الفساد هو العمل التربوي بمكوناته الأسرة ، المدرسة، ثقافة المجتمع .‏

khalaf-almuftah@hotmail.com

تعليقات الزوار

المهندس/محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 11/12/2009 19:41

الأستاذ / خلف المفتاح ، تحية وبعد : قراءة متفائلة في تقرير (منظمة الشفافية الدولية) ، وبهذا أقول : 1 - إنّها نقلة نوعية تلك التي حققتها سورية في تقرير المنظمة غير الحكومية ، وهذا دليل قاطع على النجاح (النسبي) الذي حققته سياسة الحكومة في الحدّ من ظاهرة الفساد ، ولكننا ما نزال نطمح ونطمع بالأكثر ؛ 2 - هذا النجاح النوعي في محاربة الفساد يجب أن يكون حافزاً للسير بنفس الاتجاه التصاعدي ، ويجب ألا نكتفي بهذا الترتيب ، بل أن نكمل المسير نحو ما هو أفضل ؛ 3 - دور الإعلام مركزي في فضح الفساد والمفسدين ، ولهذا فالأمل معقود على إعلامنا ليكون في مقدمة من يقفون في وجه هذه الظاهرة التي تنخر المجتمع من داخله .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11363
القراءات: 1092
القراءات: 841
القراءات: 995
القراءات: 872
القراءات: 938
القراءات: 953
القراءات: 909
القراءات: 982
القراءات: 930
القراءات: 966
القراءات: 908
القراءات: 935
القراءات: 973
القراءات: 1027
القراءات: 989
القراءات: 1086
القراءات: 1064
القراءات: 986
القراءات: 1050
القراءات: 990
القراءات: 1017
القراءات: 1041
القراءات: 1076
القراءات: 1314
القراءات: 1230

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية