وبلدنا الآن يتجه نحو اقتصاد السوق الاجتماعي بعد أن اتكأ نحو أربعة عقود على النظام الاقتصادي ذي التخطيط المركزي, وثمة حراك واضح لاستكمال بناء مؤسسات هذا النظام الاقتصادي الجديد .
ونستغرب أحيانا تصريحات بعض المديرين القائمين على مؤسساتنا الاقتصادية بان مؤسساتهم التي _حسب قولهم _ لعبت دورا جوهريا ومهما في الفترات الماضية هي الآن مهددة بالزوال , فيجلسون خلف كراسيهم ويتباكون على أمجاد الماضي , ولا يفكرون للحظة أن عليهم الانخراط في عملية التحول وتقديم الأفكار والآليات التي تجعل للمؤسسات التي يديرونها دورا جديدا وفق المنطق الاقتصادي الجديد.
فالمؤسسات التي يديرونها آيلة فعلا للزوال الآن أو غدا إلا من تجد لها موقعا على خارطة اقتصادية لا تعرف ولن تعرف مستقبلا إلا منطق السوق والعرض والطلب .
والحق أن بعض المؤسسات استطاعت أن توفق أوضاعها وفق مقتضيات اقتصاد السوق , وهي قليلة جدا , وأخرى مازال القائمون عليها يدورون في فلك التصريحات والأقوال دون أي أفعال , وغيرها ينتظر رحمة الله .
وقد يقول بعضهم : إننا لا نستطيع الإتيان بحركة صغيرة دون موافقات من الجهات الوصائية , وتعديل مراسيم ونسف قوانين و.. , هذا الكلام من حيث المبدأ صحيح , ولكن باعتقادي ان من يمتلك المبادرة والأفكار المرنة والقابلة للتنفيذ لن يستطيع احد أن يقف في وجهها والله أعلم .
H_shaar@hotmail.com