الى صناعة الحرب والفوضى والدمار والحصارات والتهديدات , ولايزال يتوهم انها يمكن ان تقوده من جديد , ليس الى صناعة السلام, بل الى تبييض وجهه وصورة ادارته .
الثرثرة عن سلام , اي سلام مهما كان بخسا ومحدودا ومؤقتا , يعول البعض على زيارة الرئيس بوش الى المنطقة في عامه الاخير , ان تمهد له او ان تفتح الطرق اليه , هو حديث عن عجز عربي مزمن ومتزايد , تستوي فيه الحقائق والأوهام , فاقد الحيلة والفعل , لايعرف غير مايذر في عينيه , يتهيأ دائما لأن يكون ردة الفعل , مثلما يعجز دائما ان يكون الفعل او , على الاقل , الفعل الموازي , فالحروب تصنعها اميركا والسلام تصنعه اميركا وماعلى العرب سوى الانتظار , ولابأس في قليل من التمني والامل لاأكثر !
يأتي الرئيس بوش وسيعود ولن يختلف الأمر , سوى بالقدر الذي يستعد بعض العرب للتنازل عنه مجددا , سواء من حقوقهم او حتى من هيبتهم , فالكل يعلم بالتأكيد ان لاسلام تحت إبط الرئيس بوش في زيارة يومين او ثلاثة , وهو العازم على الحرب والحصار والتهديد منذ سنوات , وان لاقرار يقلب ذاتا على ذاتها , فيتحول بها بما يساوي طرفة عين , من ذات عدوانية هجومية الى ذات سلمية متفهمة .
الواقع , ان ثمة فرصة لمثل هذه الانقلابات غير المتوقعة , لكن , ليس في زيارة الرئيس بوش ولا في تداعياتها , ولا في التنجيم على ماتكون عليه هذه الادارة او تلك , بل في عودة العرب الى ذواتهم المسلوبة , والى دائرة الفعل والتأثير , الى التضامن ووحدة التوجه والقرار , فرصة تكمن اليوم في القمة العربية التي ستنعقد قريبا في دمشق , والتي يمكن لها , وبما يجمع العرب وقادتهم عليه من الوحدة والتضامن , ان تكون الطريق الى خلاصهم , والى صناعة قرارهم بأيديهم , هاهنا تصح آمالهم والتمنيات , وهاهنا تعقل افراسهم ?