تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الجولان أرض سورية..

البقعة الساخنة
الخميس 3/7/2008
علي نصر الله

لم يصدر عن الولايات المتحدة والغرب عموما أي موقف أو تعليق على نتائج تصويت الكنيست الاسرائيلي حول الانسحاب من الجولان وعرضه الملزم على الاستفتاء, كما لم تعلّق الأمم المتحدة وأمينها العام ومساعدوه على هذه النتائج, ولا على فكرة الاستفتاء المرفوضة أصلا بموجب ماهو منصوص عليه في القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.

وقبل أن نعرض المخالفات القانونية والميثاقية في الاجراء الاسرائيلي نضع تساؤلاً - برسم الرأي العام العالمي والأمم المتحدة والهيئات القانونية والاستشارية فيها- يقول: هل كانت المنظمة الدولية وواشنطن والعواصم الغربية لتلزم الصمت لو أن دولة ما (غير محتلة) لديها نزاع حدودي مع دولة أخرى وقد قامت بمثل هذا الاجراء?!‏

الجولان ليس قضية حدودية, وبالتأكيد لايمكن أن يكون قضية اسرائيلية داخلية لتحكمها تشريعات وقوانين الكنيست, وانما هي قضية دولية وقضية صراع واحتلال تحكمها قرارات الأمم المتحدة, والقانون الدولي لايجيز الاستيلاء على أراضي الغير ويحظر على الاحتلال إجراء أي تغييرات ديموغرافية أو جغرافية في المناطق المحتلة.‏

فإذا كانت القوانين الدولية لحظت نصاً واضحاً وصريحاً في مثل هذه التفاصيل فإن من واجب الهيئات القانونية الدولية التعبير عن رفضها المطلق والقاطع ليس لنتائج تصويت الكنيست ,وانما للفكرة والاجراء, وإصدار موقف واضح وحازم يدين هذه الخطوة خصوصا لجهة العنوان الذي وضع تحته ما يسمى بمشروع القانون.‏

وعليه يمكن القول: إن الاجراء الاسرائيلي فضلاً عن أنه إعلان رسمي برفض السلام, فهو يبرز حقيقة أن اسرائيل غير مستعدة اليوم و لاغداً لأي تسوية سلمية تنهي احتلالها للجولان وباقي الأراضي العربية, ذلك لأن ما سمي بمشروع القانون يلزم الحكومات الاسرائيلية باجراء الاستفتاء أو مصادقة ثلثي أعضاء الكنيست على الانسحاب من أي مناطق تخضع للسيادة الاسرائيلية!!.‏

وهنا ينبغي التوقف عند (السيادة) كمفردة ومفهوم له دلالات وطنية وقانونية, وهو ما يعد أكبر وأخطر عملية تضليل وتزوير وتطاول على الميثاق والقانون الدوليين تحاول اسرائيل من خلالهما شرعنة احتلالها وقوننته وإحلال مفهوم السيادة كمصطلح جديد في قاموس الكيان الغاصب والمحتل.‏

الجولان أرض سورية محتلة, وهي بالنسبة للسوريين قضية حق, واستعادتها حتى آخر ذرة تراب قضية وطنية لا تقبل المساومة طال الزمن أم قصر ستعود الى السيادة السورية التي يتمسك بها أهلنا هناك وبهويتهم, ويرفضون اجراءات الاحتلال وقرارات الضم الباطلة, وستبقى السيادة عقدة الكيان الغاصب والنقطة الأهم التي يفتقدها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12376
القراءات: 1654
القراءات: 1309
القراءات: 1476
القراءات: 1430
القراءات: 1253
القراءات: 1489
القراءات: 1361
القراءات: 1473
القراءات: 1559
القراءات: 1565
القراءات: 1632
القراءات: 1901
القراءات: 1275
القراءات: 1350
القراءات: 1294
القراءات: 1666
القراءات: 1479
القراءات: 1433
القراءات: 1516
القراءات: 1473
القراءات: 1498
القراءات: 1470
القراءات: 1782
القراءات: 1482
القراءات: 1359

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية