تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رسائل حربية

حدث وتعليق
الخميس 3/7/2008
محمد علي بوظة

قدمت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش مجدداً , وقبل أشهر قليلة من موعد رحيلها صورة قاتمة للوضع , سواء على صعيد المنطقة أم على الصعيد الإقليمي والدولي , ورسمت عبر جملة من القرارات , توزعت ما بين إقرار ( سيد البيت الأبيض ) مشروع قانون , بتمويل الحربين على العراق وأفغانستان ب 162مليار دولار ,

وموافقة الكونغرس على زيادة إضافية بعشرات ملايين الدولارات لما سمي( المساعدات الأمنية) لإسرائيل , و تمويل العمليات السرية ضد إيران , ومابين اعتزام البنتاغون نشر ست وحدات عسكرية إضافية في العراق مطلع العام 2009 , رسمت خارطة طريق قادمة لسياستها هي نسخة طبق الأصل , عن تلك التي طبعت لسنوات بالعسكرة وصناعة الحروب والمجابهة مع العالم .‏

ومجموعة العناوين والمعطيات هذه رسائل نارية صارخة , موجهة للعالم بأسره تؤكد : أن المشروع الأمريكي ومعه الصهيوني المتحالف , لم يسلم بواقع الهزائم والانتكاسات التي منيا بها في أكثر من مكان , وهو إذ يعاود التقاط الأنفاس والتحضير لانقضاضات ومغامرات جديدة , فإنه يضع في حساباته ورهاناته إمكانية تحقيق نجاحات ولو محدودة , تكون بمثابة التعويض‏

و تعيد بعض الهيبة ( للقوة العظمى وللجيش الذي لا يقهر) .‏

وهي نزعة ليس من الصعب التكهن بعواقبها وتداعياتها على أمن العالم وسلامه واستقراره , والإقرار بأنها تتعمد عن سابق إصرار وتصميم تعميق التورط الأمريكي , وتوريث القادمين الجدد إلى مركز القرار مشكلات وأزمات , يحتاج ردمها إلى سنوات وإلى جهود توقن بعبثية سياسات الحروب وإغراق العالم بالدم , وفشلها في أن تستجر غيرعدائية الشعوب وكراهيتها , وإلحاق أكبر الضرر بمصالح أمريكا , الأمر الذي لا بد إزاءه من إعادة النظر في هذه السياسات وتصويبها , والانكفاء إلى ما وراء البحار , تاركين للمنطقة والشعوب الأخرى حرية تقرير مصائرها بنفسها ودون تدخل .‏

وإلى أن يتحقق ذلك فإن العرب وهم المعنيون الأول بهذه التطورات والرسائل الحربية , ليسوا معفيين تحت أي ظرف أو حجة من المواجهة , والتصدي للاستحقاقات على اختلاف أشكالها ووجوهها , والأخذ بزمام المبادرة وبالخيارات البديلة المعوضة عن الاعتماد على واشنطن والرهان عليها , سبيلاً لتحصين الساحة القومية وجعلها عصية على محاولات الاستباحة , ووسيلة لانتزاع المغتصب من الأرض والحق , وإرساء معادلة السلام بشقيها العدل والشمول .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 1049
القراءات: 963
القراءات: 1035
القراءات: 1047
القراءات: 996
القراءات: 1015
القراءات: 1055
القراءات: 1024
القراءات: 1091
القراءات: 1144
القراءات: 1123
القراءات: 1030
القراءات: 1115
القراءات: 1143
القراءات: 1118
القراءات: 1141
القراءات: 1142
القراءات: 1203
القراءات: 1224
القراءات: 1184
القراءات: 1157
القراءات: 1148
القراءات: 1164
القراءات: 1252
القراءات: 1212

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية