تعقيب الصحيفة تناول مادة صحفية كنت قد نشرتها في هذه الصفحة من جريدة الثورة تحدثتُ فيها عن اعتزام مصرف سورية المركزي بإعدام ليرته - وقاصداً لم أقل الليرة السورية - وذلك من خلال مزايدة يقيمها البنك لبيع 160 طناً من الليرات وأنصافها وأرباعها .
ببساطة .. وصراحة .. الخبر بسيط وساذج , وطبيعي إلى حدٍّ كبير , فليس من الحكمة أنْ يُبقي المصرف المركزي هذه الكميات الكبيرة من النقود الفاقدة لقيمتها التداولية , في الوقت الذي يمكن أن يبيعها على شكل معدن ويربح فيها , ولاسيما أنَّ أسعار المعادن في هذه الأيام مرتفعة , هذا شيء طبيعي من حيث المبدأ , ومن حق المركزي أن يتخذ قراره بهذا الشأن , ويسير بالاتجاه الذي ذهب إليه , ولكننا طرحنا الموضوع لغرضين أساسيين .
الأول : نهفة صحفية شيِّقة , لاتخلو من المعلومة , التي تطلعنا على نمط جديد من أنماط أعمال ومهام المصرف المركزي.
الثاني : هي لفتة لأصحاب القرار بأنَّ السياسة النقدية ستكون أكثر سلامة وقوة فيما لو استطاعت أنْ تُعيد هذه القطع النقدية للتداول , لاسيما وأن بعض وزارات الدولة لاتزال تُسعِّر بعض المواد والخدمات بالليرة وبالنصف ليرة , فَلِمَ هذا التناقض ..?!
على كل حال المسألة الآن لم تعد هنا , المسألة في جريدة الوحدة التي راحت تعاتب البنك المركزي لأنه لم يُجرِ مزايدته المرتقبة بطريقة صامتة , وهنا أقول بأن المركزي كان يقوم بذلك فعلاً , أي بهدوء وصمت , ويمكن للزميلة التي كتبت - وشكراً لها على كل حال - أنْ تطمئنّ على ذلك , غير أنَّنا نحن الذين أيقظنا الموضوع وفتحنا الباب عليه , لأنّ الصحافة ليست مهمتها نقل الخبر فقط , لابل الأهم من ذلك صناعة الخبر , وهذا ما حصل , أما من حيث تجنب الجلبة الإعلامية , فإنني لاأستوعب أنْ يكونَ هذا منحى يدعو إليه إعلامي يعيش على مثل هذه الجلبات ..!