رغم ذلك ما زال بعض الكتّاب يتحفنا بنصوص أقل ما يقال فيها, إنها تصلح للعرض في متاحف التراث, ومكتشفات البعثات الأثرية التي تنقب بالنسبة للأدب في أعماق النفس البشرية. كل ما لا يتجدد يموت ويضمر ويتلاشى, والنص الأدبي إن لم يواكب كل تطورات النظريات الأدبية, ويبني على ما سبق, فأي قيمة يحملها في حال كهذه!؟
ثمة كتّاب يتنافسون على تقديم أفضل خدماتهم الكتابية للمتلقي, فيرفعون لافتة تشبه ما ترفعه مطاعم عصر السرعة: جميع الوجبات وعلى مدار الساعة والتوصيل مجاني! إنهم لا يتركون للقارئ فرصة اكتشاف معنى ما في هذه الزاوية أو تلك, تحت طبقة المعاني الظاهرية ويسدون أمامه كل السراديب المغرية بلعبة المغامرة وتقويل النص ما يريده القارئ!!
ربما لعب كثير من الكتّاب دوراً هاماً في خلق متلقٍ كسول اعتاد تناول المعنى بملعقة الدواء! وقد قضى ذلك على مناعة القارئ أمام نصوص حية تتفاعل وتنشر معناها بشكل متشظٍٍ, فينأى عنها متهماً كاتبها بالتذاكي والتعالي.
أليس فيما نقرأ من نصوص لبعض محترفي الكتابة, مستحاثات تعود لأحقاب أدبية غابرة؟!
Suzani@aloola.sy