تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المواقع.. ونحن!

معاً على الطريق
الاثنين 26-7-2010م
مصطفى المقداد

قد يبدو العنوان غريباً أو مقلوباً, والحقيقة هو كذلك, وقد أردته على هذا النحو المقلوب أو المعكوس عليّ أعبر صراحة عن رأيي بمعظم المواقع الإلكترونية التي تنمو كما الفطر.

وقبل الاستفاضة والتوسع في توصيف هذه المواقع لابد من التمييز فيما بينها وتقسيمها من حيث البنية والمحتوى إلى نوعين أساسيين يختلف أحدهما عن الاخر كلياً.. أولهما هو المواقع الصانعة للمحتوى الإعلامي والمنتجة له بشكل كامل, وهذه المواقع تعتمد على وجود صحفيين وكتاب يقومون بأنفسهم بتتبع المادة (الخام) والبحث عنها من مصادرها وتقديمها الموقع كمادة تستحق الحصول على شهادة واعتراف مع ضرورة تمتعها بحقوق الملكية للأخبار والتحقيقات والدراسات والآراء وكل المواد الخاصة.‏

وهذه المواقع يتطلب استمرارها دعماً وتمويلاً قد يكون الإعلان مصدره الأساس.‏

أما ثاني النوعية فهو المواقع الطفيلية القائمة على نقل محتوى المعلومات الصحفية والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة بما فيها المواقع المنتجة للمحتوى.‏

وإذا قلنا بوجود قرابة الألف موقع إعلامي في سورية فإن النوع الأول لا يزيد على عدة مواقع فيما تعتاش معظم المواقع على خيرات غيرها الأمر الذي يفترض اتخاذ مواقف مختلفة تتناسب وواقع كل موقع وعدم إصدار تقييمات واحدة بشأن جميع المواقع..‏

وبعد هذا التصنيف المتعجل لواقع المواقع الإلكترونية فإن ثمة قضية جوهرية تكاد تعاني منها معظم المواقع إن لم نتجرأ ونقول كلها.‏

وتتعلق هذه القضية بجوهر المهنة ذاتها وبنيتها الأساسية, ففي المؤسسات الصحفية التقليدية يتلقى الصحفي تدريباً مستمراً من خلال ما يتلقى من ملاحظات وما يجري من تصحيح وتعديل على المادة الصحفية قبل الموافقة على نشرها الأمر الذي يسهم في تطوير مقدرات الصحفي ويدفعه للالتزام بالمعايير اللغوية والمهنية والأخلاقية وغيرها.‏

أما واقع الحال في المواقع الالكترونية فإن الشروط الموضوعية لها تحول دون القدرة على تطبيق المعايير المطبقة والمتبعة في الصحافة الكلاسيكية, الأمر الذي يدفع الموضوعات الصحفية للنشر على المواقع دون أي مراجعة وتقييم مهني من قبل ذوي الخبرة وأصحاب الاختصاص ممن اكتسبوا معارفهم بالتعلم والتدريب المستمر, وهذه فكرة أساسية تنعكس على مستوى ومكانة الموقع ذاته فإما أن تسهم في رفعة وإعلاء شأنه, أو الهبوط به إلى مستويات متدنية.‏

وبعيداً عن الشكل الإنشائي للمواد الصحفية يبقى عامل الدقة والموضوعية أكثر الموضوعات إلحاحاً في توصيف هذه المواقع وإكسابها صفة القبول أو الرفض.‏

ولا يعني هذا معارضة لآلية النشر الجديدة فهي مجال أرحب وأوسع وأكثر قدرة على الاستجابة لاحتياجات النشر.. لكن المهنية في مهنة المتاعب المطلب الواجب التحقق..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية