تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ركاب العربات العابرة

معاً على الطريق
الثلاثاء 22 -12-2015
خالد الأشهب

من استمع إلى آراء ومداخلات بعض المعارضين السوريين الذين يسمون أنفسهم مثقفين ومستقلين أو يساريين وليبراليين معتدلين وغير متطرفين في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد الحراك السياسي الدولي الجاري حول البحث عن حلول سياسية لما يجري في سورية وعليها،

وحول قطع شرايين التغذية للفصائل الإرهابية، لاحظ ولا شك أن سورية الوطن والشعب لم تكن محور هذه الأحاديث والمداخلات على الإطلاق، بل كانت السلطة وكيفية الوصول إليها أو تقاسمها، والمهل الزمنية التي تمهد لذلك أو تؤشر عليه!‏

هؤلاء المعارضون، والذين يفترض أنهم معتدلون بشكل عام، أو يتوزعون بين اليسار والليبرالية، والذين يفترض أن لا فصائل مسلحة لديهم سواء كانت معتدلة «مثلهم» أو إسلاموية متطرفة، يتحدثون عن الثورة والثوار حين يدور الحديث عن السلطة واقتسامها أو السيطرة عليها، وعن التطرف والمتطرفين حين يدور الحديث عن تصنيفات أو عمليات فرز للفصائل المسلحة.. وبالتالي يلعب الإرهابي القاتل دور الشخصية المزدوجة في أذهان هؤلاء، فهو ثائر معتدل إذا قادهم إلى السلطة.. وهو إرهابي متطرف إذا كان سيمثلهم فيها.‏

يظهر أحدهم على شاشة التلفاز كقط أليف لطيف حين يسألونه عن الدولة التي ينشدها في سورية، فيتملص أولاً من أي علاقة بالسلاح والمسلحين والإرهابيين، بل ويسوق اللوم والعتب على حملة السلاح ودعاته ورعاته، ثم يشدد على أن سورية المستقبل، وبرعايته ورعاية أمثاله طبعاً، ينبغي أن تكون حرة سيدة علمانية ديمقراطية، غير أنه لا يلبث أن ينقلب إلى واحدة من ذوات الأنياب والمخالب ويكرر.. سنقاتل، عندما يسألونه عن فشل المعارضة وإخفاقها ليس في ثورتها المزعومة فحسب.. بل وحتى في كسب أصدقاء أوفياء لها!‏

يتملصون من العلاقة والرعاية المباشرة للإرهاب، لكنهم يركبون صهوته ولا يترددون في تكرار محاولة الاستفادة من سلاحه وجرائمه.. لا في صناعة وطن جديد بل في بلوغ السلطة وحسب؟‏

الإرهاب خطير ودموي ومدمر.. أجل، لكنه عابر وطارىء مهما طال واستطال وأجرم، غير أن أمثال هؤلاء هم أخطر كثيراً من الإرهاب لأنهم ذئاب وطلاب سلطة بأقنعة الحملان وجلودهم ولأن عمر خداعهم للناس أطول وأبقى.. خاصة عندما يفتقد هؤلاء الناس وعياً تاريخياً وسياسياً يعينهم على فهم أمثال هؤلاء وتجاوزهم؟‏

بالطبع، لا الزمان ولا المكان ولا الظرف يسمح بالكشف عن القواعد الشعبية السورية التي يتملقها هؤلاء المعارضون ركاب العربات العابرة أو يدعون تمثيلها.. مع أننا جميعاً نعلم أنها إن لم تكن معدومة فهي ضئيلة ومحدودة ومريضة.. مريضة بالمعنى الثقافي والمعرفي، إلا أننا مضطرون إلى الاستماع إليهم ومحاولة اكتشافهم لسبب بسيط.. أن المعارضة السياسية السورية الحقيقية لم تظهر بعد أو لم تتشكل؟؟‏

إذا كان الإرهاب وعقائده وأدواته مطية لأميركا والغرب في المنطقة العربية وفي سورية خاصة، فإن اليسار الفاسد والليبرالية المزيفة هما بدورهما مطية المعارضات الطارئة وغير الوطنية لغسيل وجهها وتلميع صورتها!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2185
القراءات: 2089
القراءات: 2511
القراءات: 2460
القراءات: 2241
القراءات: 2606
القراءات: 2555
القراءات: 2490
القراءات: 2260
القراءات: 2582
القراءات: 2795
القراءات: 2691
القراءات: 2384
القراءات: 2844
القراءات: 2909
القراءات: 2996
القراءات: 2781
القراءات: 3156
القراءات: 3109
القراءات: 3210
القراءات: 2610
القراءات: 3079
القراءات: 3565
القراءات: 3330
القراءات: 3386

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية