تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اللغط والمشهد الاتهامي..!

قضايا الثورة
الأحد 6/11/2005م
علي قاسم

ثمة من يذهب بعيدا في رهانه إلى حد التوهم أن ما يجري هو خارج القدرة على التفكير بالممانعة, وبالتالي ليس هناك من سبيل سوى القبول بمقتضيات العاصفة بما تعنيه, وبما تمليه, أي حتى الصراخ عند الألم لا مبرر له, وربما لا مشروعية.

وإذا كنا نقبل ببعض المقارنة, فعلينا أن نستحضر بعضا من نماذج اعتبرت في حينها لا تصلح للمقارنة, ولكن اليوم تبدو الأكثر قدرة على المحاججة في أكثر من اتجاه, وفي المقدمة مصير الأعاصير المتتالية التي كانت تنكسر ذهابا وإيابا بفعل عوامل تكون فيها الممانعة حاضرة بقوة.‏

والأمر لا يتعلق بها كحالة شهدتها البشرية على مدار القرون الماضية, إنما يفسر الكثير من النقاط التي تبدو للبعض غير واضحة, وتسجل في الوقت ذاته جملة من الخطوط التي تتقاطع مع بعضها لتعطي التفاصيل الكامنة في بعضها على الأقل.‏

وفي المحصلة نحن أمام حالة من الانكماش يحاول البعض المجادلة فيها, وتضمينها مالا تقدر عليه في سلسلة من التداعيات التي لا ترتبط بحدث محدد, بقدر ما هي انعكاس لجملة من الخطط المرسومة, يراد تنفيذها, ولو كانت الحصيلة كل ذلك اللغط.‏

وفق هذا المعيار هل يحق لنا التساؤل عن الجدوى من الاندفاع في التيئيس إلى حد المراهنة عليها كجزء من الحل, في وقت أكثر ما تحتاج إليه الأمة هو بعض الأمل للتغلب على جراحها والعمل على مواجهة التحديات, رغم أن ما يجري لا يكفي فيه فقط الأمل, ولكن وجوده عامل جوهري وأساسي.‏

وحتى لا يكون الأمر فقط للقياس على منوال ما يتم اتخاذه من قياسات في هذا المناخ المليء بالأخطاء والمغالطات والاستنتاجات غير الموفقة, لا بد من التوقف عند بعض النقاط التي كانت عنصر التحريك الفاعل لقضايا كثيرة مرتبطة, وفي مقدمتها ما يثار حول مساحة القدرة على التحرك في سياق المشهد الاتهامي القائم اليوم.‏

وتبرز فيها عناصر احتمالية عديدة مفادها أن الخيارات أمام سورية وفق تلك الرواية محدودة, دون أن يقترن ذلك بقراءة ما بين السطور التي تتجاوز بأهميتها كل العناوين المطروحة في السياق ذاته, ويتوازى مع رغبة البعض في التعجيل باستنتاجاته, ليطرح مقارنته, ولا يفوت البعض التمسك بالدعوة إلى البحث عن ذرائع تتشابه في سياقها على نفس المستوى من الضعف.‏

ولكن ذلك لا يلغي حقيقة الأوراق التي تملكها سورية, ومهما علت أصوات الاتهام, ثمة عوامل عديدة لا تؤثر عليها, ولا سيما حين يتعلق بحقائق تدركها أكثر من غيرها, وفي مقدمتها أن ما يجري لا يؤثر على الحقيقة التي نثق بها, وهي أن سورية بعيدة عن كل تلك الاتهامات.‏

وقد أثبتت ذلك ببعض ما اتخذته, وما زالت المساحة متاحة لإثبات المزيد في الوقت المتبقي, وخصوصا ما يتعلق بآلية العمل مع لجنة التحقيق الدولية, وهذا يكفي للتدليل على أن هناك فسحة كبيرة وممكنة تتقاطع فيها عوامل النجاح وتتلاقى أوراق الطرح لتنتج ما هو أهم, في وقت تبدو فيه المنطقة والعالم بأمس الحاجة إليها.‏

وعندما تكون العاصفة هي التعبير الشائع للدلالة على مدى الاستهداف, فإنه ومقارنة بها يصلح التعبير الآخر عن الحقيقة للمثول أمام واقع يضج بكل تلك المتناقضات, وتتخمه حمى الاعتقاد بالأوهام التي تتزعمها عاصفة الضغط الإعلامي والتهويل السياسي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 956
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1068
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية